للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال (١) من ادعى ثلاثًا بغير ثلاث فهو كذّاب: من ادّعى حبّ الله تعالى من غير ورع، عن محارمه فهو كذّاب.

ومن ادعى حبّ الجنة من غير إنفاق ماله [في طاعة الله تعالى] (٢) فهو كذّاب، ومن ادعى حُبّ النبي صلى الله عليه وسلم من غير محبة الفقراء (٣) فهو كذاب.

وروى أن عصام بن يوسف مر بحاتم الأصم، وهو يتكلم في مجلسه، فقال له: يا حاتم، تُحسن تصلي؟ قال: نعم. قال: كيف تُصلي؟ قال حاتم: أقوم بالأمر، وأقف بالخشية، وأدخل بالنية، وأكير بالعظمة وأقرأ بالترتيل، وأركع وأسجد بالتواضع، وأجلس للتشهد بالتمام، وأسلم بالوقار والسنة، وأسلمها إلى الله تعالى بالإخلاص، وأرجع إلى نفسي بالخوف أن لا يقبلها مني، وأحفظ بالجهد إلى الموت. فقال له: تكلم، فأنت تحسن تصلي.

وروي أن شقيقا البلخي قال لحاتم الأصمّ: ما الذي تعلمت مني منذ صحبتني؟ قال: ستة أشياء: الأول، رأيت الناس كلّهم في شك من أمر الرزق، فتوكّلت على الله تعالى، لقوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} (٤) فعلمت أني من جملة الدواب فلم أشغل نفسي بشيءٍ قد تكفّل لي به ربّي. قاله: أحسنت.

والثاني، رأيت أن لكلّ إنسان صديقًا يفئ إليه بسره، ويشكو إليه أمره، فاتخذت لي صديقًا يكون لي بعد الموت، وهو فعل الخير، فصادقته ليكون عونًا لي عند الحساب، ويجوز معي على الصراط، ويثبتني بين يدي الله تعالى. قال: أحسنت.


(١) طبقات الصوفية ٩٧.
(٢) لم يرد هذا في طبقات الصوفية.
(٣) في طبقات الصوفية: "الفقر"، وما هنا أوفق.
(٤) سورة الهود ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>