فقال له حاتم: علمك هذا من أين جئت به؟ فقال: حدّثني به الثقات.
قال: عن من؟ وقال: عن الثقات من الأئمة.
قال: عن من أخذوه؟ فقال: عن التابعين.
قال: والتابعون عن من أخذوه؟ فقال: عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن من أخذوه؟ قال: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم عن من أخذه؟ قال: عن جبريل عليه الصلاة والسلام، عن الله عز وجل.
فقال له حاتم: ففيما أداه جبريل عن الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأداه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه رضي الله تعالى عنهم، وأداه أصحابه إلى تابعيهم، وأداه التابعون إلى الأئمة، وأداه الأئمة إلى الثقات، وأداه الثقات إليك، هل سمعت أن من كانت داره في الدنيا أحسن، وفراشه أجمل، وزيّنته أكثر، كانت له المنزلة عند الله تعالى أعظم؟ فقال: لا.
قال: فكيف سمعت؟ قال: سمعت من زهد في الدنيا، ورغب في الآخرة، وأحبّ المساكين، وقدم لآخرته، كان عند الله تعالى له المنزلة أكثر، وإليه أقرب.