للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال له حاتم: فيماذا أسرفت؟ قال: غسلت ذراعك أربعًا.

فقال له حاتم: سبحان الله تعالى، أنا أسرفت في كفّ من الماء، وأنت في جميع هذا الذي أراه كله لم تسرف!! فعلم الطنافسي أنه قصد منه ذلك، ولم يرد أن يتعلم منه شيئًا، فدخل إلى البيت، ولم يخرج إلى الناس أربعين يومًا.

كتب تجار "الري" إلى "بغداد" بما جرى بين حاتم وبين محمد بن مقاتل، ومحمد بن عبيد الطنافسيّ، ثم رحل حاتم إلى "العراق"، ودخل "بغداد"، واجتمع بعلمائها كما تقدم في أوائل الترجمة.

ثم خرج إلى "الحجاز"، فلمّا صار (١) إلى "المدينة الشريفة"، أحبّ أن ينظر علماءها، فقال لهم: يا قوم، أي مدينة هذه؟ قالوا: مدينة الرسول صلّى الله عليه وسلّم.

قال: فأين قصر رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصلي فيه ركعتين؟

قالوا: ما كان له قصر، إنما كان له بيت لاطي (٢).

قال: قصور أهله وأزواجه وأصحابه بعده؟

قالوا: ما لهم إلا بيوت لاطية.

فقال حاتم: يا قوم، هذه مدينة فرعون.

قال: فلببوه (٣) وذهبوا به إلى الوالي، فقالوا: هذا العجمي (٤) يقول: هذه مدينة فرعون.

فقال له الوالي: لم قلت ذلك؟ فقال له حاتم: لا تعجل علي أيها الأمير، أنا رجل غريب، دخلت هذه المدينة، فسألت: أيّ مدينة هذه؟


(١) في بعض النسخ: "وصل".
(٢) لاطي: لاصق بالأرض.
(٣) لببوه: أخذوه بتلبيبه، أي جمعوا ثيابه عند نحره وصدره، ثم جروه.
(٤) في بعض النسخ: "عجمي".

<<  <  ج: ص:  >  >>