للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقالوا: مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. فقلت: وأين قصر الرسول صلى الله عليه وسلم لأصلى فيه ركعتين؟ قالوا: ما كان له قصر، إنما كان له بيت لاطي. قلت: فقصور (١) أهله وأزواجه وأصحابه بعده؟ قالوا: ما لهم إلا بيوت لاطية. وسمعت الله تعالى يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} (٢)، فأنتم بمن تأسيتم؛ برسول الله صلى الله عليه وسلم، أو بأصحابه، أو بفرعون أول من بنى بالجصّ والآجرّ؟ فخلوا عنه، وعرفوا أنه حاتم الأصمّ، وعلموا (٣) قصده.

وكان كلما دخل "المدينة" يكون له مجلس عند قبر الني صلى الله عليه وسلم، يحدّث ويدعو، فاجتمع إليه مرة علماء "المدينة"، وقالوا: تعالوا نخجله في مجلسه، كما فعل بنا عند الوالي.

فحضروا عنده وقد اجتمع إليه خلق كثير، فقال له واحد: يا أبا عبد الرحمن مسألة.

قال: سل.

قال: ما تقول في رجل يقول: اللهم ارزقني.

قال حاتم: متى طلب هذا العبد الرزق من ربه عز وجل، في الوقت، أو قبل الوقت، أو بعد الوقت؟ فقالوا: يا أبا عبد الرحمن، ليس نفهم عنك هذا.

فقال حاتم: أنا أضرب لكم مثلًا حتى تفهموه، مثل العبد الذي طلب الرزق من ربه تعالى قبل الوقت كمثل رجل كان له على رجل دين، فطالبه به، وقعد يلازمه، فاجتمع جيرانه وقالوا له: هذا رجل معدم، لا شئ له، فأَجّلْهُ في هذا الحق حتى يحتال ويعطيك. فقال لهم: كم تريدون أؤجله؟


(١) في بعض النسخ: "فبيوت".
(٢) سورة الأحزاب ٢١.
(٣) في بعض النسخ: "وعرفوا".

<<  <  ج: ص:  >  >>