للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان من الدعاة البَرَرة للدين، والعلماء المخلصين الكبار، الذين وقفوا حياتهم لاستئصال جذور الشرك والبدع والحرفات من المجتمع البنغلاديشي (١)، فبجهوده المضنية وبتأسيسه أمّ المدارس الإسلامية الأهلية لـ "بنغلاديش": الجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، يفوح اليوم شذى دين الحقّ والإسلام في طول البلاد وعرضها، كان عابدا لله، وزاهدا في الدنيا، وكان ورعا، تقيا.

ولد في أسرة عريقة عام ١٢٨٣ الهجرى، الموافق ١٨٦٥ الميلادي في قرية. "قاضي باره". من مخفر الشرطة "هاتهزاري" بـ "شيتاغونغ" (٢)، وكان


= وترجمته في مائة رجال من مشاهير علماء بنغاله ص ٧٥ - ٨٠، وتاريخ دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري ص ١٧٢ - ١٧٩.
(١) من أشهر مدن بنغلاديش.
(٢) يقال لها "بنغاله" بفتح الموحّدة، وسكون النون، وفتح الغين، وألف ولام مفتوحة، بلاد متّسعة من أرض "الهند"، يحدّها من الشرق سلسلة الجبال، ومن الغرب "بهار" و"أريسه"، ومن الشمال أيضا سلسلة الجبال، ومن الجنوب البحر الملح، وطولها أربعمائة ميل، وعرضها مائتا ميل، والأنهار المشهورة بها "كنكا" و"برهم بتر"، وهي إقليم الأرز، والعقاقير، والفانيذ، والموز، والأنبج، وورق التنبول، ومن غرائبه رخص، وسعة، ومنافع ومتاجر، قد جاور البحر، وشقّه النهر، وله سهل، وزرغ، ويزرعون الأرز فيه في السنة ثلاث مرّات، إلا أن مائه ردي، وهواءه رطب، وأكلهم الأرز، ولبسهم الأرز، شتاء خسيس، وصيف بغيض. قال ابن بطوطة المغربي في "كتاب الرحلة": إنها بلاد مظلمة، يسمّونها أهل "خراسان" دوزخ بُر نعم، أي جهنم ملأي بالنعم. قال: رأيت الأرزّ يباع في أسواقها خمسة وعشرين رطلا دهلية بدينار فضّي، والدينار الفضّي هو ثمانية دراهم، ودرهمهم كدرهم النقرة سواء، والرطل الدهلي عشرون رطلا مغربية، وسمعتهم يقولون: إن ذلك غلاء عندهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>