في ذلك الوقت كان البطل المتقدّم لحركة "ديوبند" فضيلة الشيخ عبد الواحد رحمه الله تعالى المتوفى ١٣٣٩ هـ، وصديقه الصوفي فضيلة الشيخ عزيز الرحمن رحمه الله تعالى (١٢٧٨ هـ - ١٣٤٥ هـ)، حزينين جدّا لنشر الدين الصحيح عن طريق تعاليم الكتاب والسنّة، ففرحا بالعثور على فضيلة الشيخ حبيب الله رحمه الله تعالى، ورافقهم زميلهم فضيلة الشيخ عبد الحميد (١٢٨٧ - ١٣٣٨ هـ)، فكانوا يجتمعون في التاريخ ١٣ لكلّ شهر قمري، ويدرسون ظروف البلاد، وجرتْ هذه الجلسات إلى سنة كاملة، ثم اتفقوا على تأسيس دار العلوم هاتهزاري. أداروا من على منبر هذا المعهد الحركة ضدّ الشرك والبدع والخرافات، وهدوا مئآت الآلاف من الناس إلى الله وإلى دين الحق، عيّن فضيلة الشيخ حبيب الله الموقّر مديرا لهذه المعهد الإسلامي الثائر، وقام بمهامّ هذا المنصب بفضل اللى وكرمه طوال ٤٤ سنة بنظام جيّد، وقد كسبت دار العلوم في عهده إنجازات كثيرة، كما أنها أقامت دعائم كثير من الإنجازات الآتية.
فراسة فضيلة الشيخ حبيب الله: من قصصه الدالّة على فراسته العجيبة أنه استهلّ يوما عمل بناء منهل كبير في غدير جامع الجامعة، ولما جاء فضيلة الشيخ ضمير الدين رحمه الله تعالى أحد كبار المشايخ (١٢٩٥ هـ - ١٣٥٨ هـ) للصلاة، ورأى عمل بناء المنهل، قال لبوّاب الجامعة: لماذا يصنع الشيخ هذا المنهل الكبير؟ ولما وصل هذا السؤال إلى فضيلة الشيخ حبيب الله رحمه الله تعالى قال: سيأتي يوم إن شاء الله تفوت فيه لكثير من الناس ركعتان من الجماعة، ولو بنى المنهل في الجوانب الأربعة للغدير تحقّقت اليوم نبوءته رحمه الله مائة في المائة، فعدد الطلاب في الجامعة الآن نحو خمسة آلاف، بله عددا لا يحصى من المجاورين الذين يؤدّون صلواتهم في جامع الجامعة.