استغاث، وقال: ما يحلّ. فأشاروا إليه بالسيوف، فاختبأ هناك، واشتغلوا عنه بالسلطان، ولما زالت دولة لاجين قدم إلى "دمشق" على مناصبه وقضائه، وعزل ولده.
ولم يزل على حاله إلى أن خرج إلى الغزاة، وشهد المصاف بـ "وادي الخازندار" في سنة تسع وتسعين وستّمائة في شهر ربيع الأول، وكان ذلك أخر العهد به، وأصابت الرزية الرازي، وكان في غنية عن قراءة الملاحم والمغازي.
قال الشيخ شمس الدين الذهبي: والأصحّ أنه لم يقتل بالغزاة، وصحّ مروره مع المنهزمين، وأنه أسر وبيع للفرنج، وأدخل إلى "قبرس"، هو وجمال الدين المطروحي.
وقيل: إنه تعاطى الطبّ والعلاج، وإنه جلس يطبّ بـ "قبرس"، وهو في الأسر، ولكن ذلك لم يثبت.
قال: - أعني الصفدي -: وقلت بناء على صحةِ هذه الدعوى:
إنَّ حالَ الرَّازيِّ بين البَرايَا … حَالةٌ لم نَجِدْ عليها مِثالَا
كان قاضِي القُضاةِ شَامًا ومِصْرا … ثم في قُبْرسٍ غَدَا كَحَّالَا
ثم قال: الله أكرم، وأرحم من أن يمشي أحدًا من أهل العلم الشريف إلى وَرَا، وأن يرده في آخر عمره القهقرى.
قال ابن حجر: وكان الحسام ممن قام في الإنكار، في قصيّة الكاتب النصراني، كاتب عساف أمير العرب، وكان نقل عنه أنه وقع في حقّ النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقام في أمره تقي الدين بن تيمية، وزين الدين الفارقي، وعقد بسبب ذلك مجالس، وتعصّب الشمس الأعسر شاد الدواوين للنصراني، فما وسع النصراني لما خشي على نفسه إلا أنه أسلم، فأطلق، فقال القاضي حسام الدين في ذلك: