قرأ في صباه علي الشيخ محمد الحموي، والشيخ عبد الرحمن المسيري، وتفقّه على الإمام عبد الله النحريري، والعلامة محمد المحبي.
وسنده في الفقه عن هذين، وعن الشيخ الإمام علي بن غانم المقدسي مشهور مستفيض، ودرس بجامع الأزهر، وتعين بـ "القاهرة"، وتقدّم عنده أرباب الدولة، واشتغل عليه خلق كثير، انتفعوا به، منهم: العلامة أحمد العجمي، والسيّد السند أحمد الحموي، والشيخ الشاهين الأمناوي، وغيرهم، من المصرين، والعلامة إسماعيل النابلسي من الشاميين، واجتمع به والدي المرحوم في منصرفه إلى "مصر"، وذكر في "رحلته"، فقال في حقّه: والشيخ العمدة الحسن الشرنبلالي مصباح الأزهر، وكوكبه المنير المتلالي، لو رآه صاحب "السراج الوهّاج" لاقتبس من نوره، أو صاحب "الظهيرة" لاختفى عند ظهوره، أو ابن الحسن لأحسَن الثناء عليه، أو أبو يوسف لأجَّله، ولم يأسف على غيره، ولم يلتفت إليه، عمدة أرباب الخلاف، وعدة أصحاب الاختلاف، صاحب التحريرات والرَّسائل، التي فاقت أنفع الوَسَائل، مبدئ الفضائل بإيضاح تقريره، ومحي ذوي الأفهام بدرر غرر تحريره، نقَّال المسائل الدينية، وموضح المعضلات اليقينية، صاحب خلق حسن، وفصاحة ولسن، وكان أحسن فقهاء زمانه.
وصنّف كتبا كثيرة في المذهب، وأجلّها حاشيته على "كتاب الدرر والغرر" لملاخسرو، واشتهر في حياته، وانتفع الناس بها، وهي أكبر دليل على ملكته الراسخة وتبحّره، وشرح "منظومة ابن وهبان" في مجلّدين، وله متن في الفقه، ورسائل وتحريرات وافرة متداولة، وكان له في علم القوم باعٌ طويلٌ، وكان معتقدا للصالحين والمجاذيب، وله معهم إشارات ووقائع أحوال.
منها: أن بعضهم قال له: يا حسن من هذا اليوم لا تشتر لك ولا لأهلك وأولادك كسوة، فكانت تأتيه الكسوة الفاخرة، ولم يشتر بعدها شيئا من ذلك، وقدم المسجد الأقصى في سنة خمس وثلاثين وألف صحبة