الأستاذ أبي الإسعاد يوسف بن وفا، وكان خصيصا به في حياته، وكانت وفاته يوم الجمعة بعد صلاة العصر حادى عشر شهر رمضان سنة تسع وستين وألف عن نحو خمس وسبعين سنة، ودفن بتربة المجاورين.
والشرنبلالي بضمّ الشين المثلّثة مع الراء، وسكون النون، وضمّ الباء الموحّدة، ثم لام ألف بعدها، نسبة بـ "شبرابلوله"، وهذه النسبة على غير قياسٍ، والأصل "شبرابلولي" نسبة لبلدة تجاه "منوف" العليا بإقليم "المنوفية" لـ "سواد مصر".
جاء به والده منها إلى "مصر"، وسنّه يقرب من ستّ سنين، فحفظ القرآن، وأخذ في الاشتغال، رحمه الله تعالى.
قلت: ومن مؤلّفات الشرنبلالي: متن في الفقه، مسمّى بـ "نور الإيضاح"، صنّفه إلى باب الاعتكاف، ثم شرّحه بشرحين كبير وصغير، قال هو في آخره: شرحه المختصر المسمّى بـ "مراقي الفلاح"، كان ابتداء هذا المختصر من الشرح في أواخر جمادى الأخرى، واختتامه بأوائل رجب سنة ١٠٥٤ هـ، وكان ابتداء الشرح الأصلي المسمّى بـ "إمداد الفتّاح" في منتصف ربيع الأول سنة ١٠٤٥ هـ، وختم جمعه في المسودة بختام شهر رجب في العام المذكور، وكان الفراغ من تبييضه منتصف ربيع الأول سنة ١٠٤٦ هـ، وكان انتهاء تأليف المتن يوم الجمعة رابع عشرين من جمادى الأولى سنة ١٠٣٢ هـ، ثم إني أردت إتمام العبادات الخمس بإلحاق الزكاة والحجّ جمعته مختصرا، فقلت: كتاب الزكاة إلخ. ومن رسائله:"إسعاد آل عثمان المكرّم ببناء بيت الله المحرّم"، ذكر فيها ما تعمر به الكعبة، ألّفها سنة تسع وثلاثين وألف، لما وصل خبر سقوط بعض جدران الكعبة بالسيل العظيم في عهد السلطان مراد.
ومنها:"إكرام أولى الألباب شريف الخطاب"، ذكره فيه أقسام الوحي والكلام الإلهي كيفيته.