زرعة القاصّ، فجاء بها أبو حنيفة إلى زرعة، فقال: هذه أمّي تستفيك في كذا وكذا، فقال أنت أعلم مني وأفقه، فأفتِها أنت، قال أبو حنيفة: قد أفتيتها بكذا وكذا، فقال زرعة: القول كما قال أبو حنيفة، فرضيت، وانصرفت، والمسجد الذي كان يقصّ فيه زرعة هو مسجد الحضرميين في "الكوفة" في رواية طويلة لحجر بن عبد الجبّار الحضرمي.
وفي (٢ - ٤٣) من رواية أبي هشام الرفاعي عن الحسن اللآل (وهو ابن زياد) كان أبو حنيفة بحرا لا يدرك عمقه، وما علمنا عنه علمه إلا كالخيال.
وفي (٢ - ٨٠) من رواية المعاني بسنده عن الحسن بن زياد، عن أبي يوسف سمعت أبا حنيفة يقول:"رأيت المعاصي نذالة، فتركتها مروءة، فصارت ديانة"، ونظر بعضهم هذا المعنى.
وفي (٢ - ٨٣) من رواية الوليد بن حمَّاد، عن عمّه الحسن بن زياد عن أبي حنيفة:"ما قاتل أحد عليا إلا وعلي أولى بالحقّ منه، ولولا ما سار عليّ فيهم ما علم أحد كيف السيرة في المسلمين".
وفي (٢ - ٨٤) عن الحسن بن زياد عن أبي حنيفة: "لا شكّ أن أمير المؤمنين عليا إنما قاتل طلحة والزبير بعد أن بايعاه وخالفاه".
وفي (٢ - ٩٩) بالإسناد إلى الحسن بن زياد: "سمعت أبا يوسف يقول اجتمعنا عند أبي حنيفة في يوم مطير في نفر من أصحابه، منهم: داود الطائي، وعافية الأودي، والقاسم بن معن المسعودي، وحفص بن غياث النخعي، ووكيع بن الجراح، ومالك بن مغول، وزفر بن الهذيل، وغيرهم، فأقبل علينا، فقال: أنتم مسار قلبي، وجلاء حزني، قد أسرجت لكم الفقه، وألجمته، فإذا شئتم فاركبوا، قد تركت لكم الناس يطأون أعقابكم، ويلتمسون ألفاظكم، وذللت لكم الرقاب، وما منكم أحد إلا وهو يصلح للقضاء، وفيكم عشرة يصلحون أن يكونوا مؤدّبي القضاة، فسألتكم باللّه