الحدّ، فردّه، ثم أتاه الثانية، فقال له: إن الأخر قد زنى فردّه، ثم أتى الثالثة، فقال له: إن الأخر قد زني، فردّه، ثم أتاه الرابعة، فقال له: إن الأخر قد زنى، فسأل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قومه، فقال: هل تنكرون من عقله شيئًا؟ فقالوا: لا، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: انطلقوا به، فارجموه، فانطلقوا به، فرجم ساعة بالحجارة، فأبطأ عليه القتل، فهرب إلى مكان كثير الحجارة، فقام فيه، فأتاه المسلمون، فرضخوه بالحجارة، حتى قتلوه، فقال صلّى الله عليه وسلّم: فهلا خلّيتم سبيله، وتركتموه، ثم اختلف الناس فيه، فقال قائل: هلك ماعز، وأهلك نفسه، وقال قائل: نرجو أن يكون توبة، فبلغ ذلك النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: لقد تاب توبة لو تابها فئام من الناس قبلت منهم، فلما سمع ذلك أصحابه طمعوا فيه، وقالوا للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ما نصنع بجسده؟ فقال: انطلقوا، فاصنعوا به كما تصنعون بموتاكم من الغسل له، والكفن والصَّلاة عليه والدفن له، فانطلق أصحابه، فصلّوا عليه، ودفنوه.
(الحديث الحادي والخمسون): وبه قال: حدّثَنَا أبو حنيفة، عن أبي حجية (١)، عن أبي الأسود، عن أبي ذرّ رضي الله عنه، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: إن أحسن ما غيّرتم به الشعر الحناء والكتم.
(الحديث الثاني والخمسون). وبه قال: حدّثنا أبو حنيفة، عن علقمة بن مرثد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه رضي الله عنه، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان إذا بعث جيشا أو سرية أوصى صاحبهم بتقوى الله في خاصّة نفسه، وأوصاه بمن معه من المسلمين خيرا، ثم يقول لهم: اغزوا بسم الله وفي سبيل الله، فاقتلوا من كفر بالله، لا تغلّوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا، ولا شيخا كبيرًا، وإذا لقيتم عدوكّم