في الحديث؟ وسل غيره ما إذا كان المنتقّل من مذهب إلى مذهب بجلبة وضوضاء أحدثت تهاجرا يؤتمن على ما يقوله في أصحابه القدماء؟ على أن تكذيبه المروي عن أناس عند الخطيب في أسانيده رجال متكلّم فيهم من أمثال ابن درستويه الدراهمي، والحسن بن أبي بكر، وابن كامل، والساجي، ومحمد بن سعد العوفي، ومحمد بن أبي شيبة، فلا يعرج على الروايات عنهم فيمن ثبتت إمامته، وأمانته على أنه ليس في شيء منها ما يدلّ على تعمّده الكذب، فغاية ما في الأمر أنها تحمّل على أنه كان عنده بعض وهم في بعض الأحاديث، وهذا غير قادح عند أهل الفنّ، بل نحمل التكذيب المطلق على التوهيم مطلقا، ما يذكر ما يدلّ على التعمّد، فعند مطلقه جرحا غير مفسّر، ومن عجيب صنع ابن عدي تدليله على كذب الحسن على ابن جريج بما أخبره عبد الرزّاق بن محمد بن حمزة الجرجاني أن إبراهيم بن عبد الله النيسابوري أن خلف بن أيوب البلخي منذ سبعين سنة أن الحسن بن زياد اللؤلؤي أن ابن جريج عن موسى بن وردان عن أبي هريرة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:"من مات مريضًا مات شهيدا".
قال إبراهيم: فلقيتُ الحسن بن زياد، فأول شئ سألته عن هذا الحديث، فحدّثني ابن جريج بمثل ما كان أخبرنا به خلف عن أيوب، وهذا الحديث يرويه ابن جريج عن إبراهيم، عن أبي يحيي، عن موسى بن وردان، ويقول إبراهيم بن أبي عطاء: هكذا يسمّيه، فإذا روي عن ابن جُريج، عن موسى هذا الحديث يكون قد دلسه. وهذا كلّ ما في كتاب ابن عدي في التدليل على كذب الحسن على ابن جُريج، ولا دليل في ذلك على ما تخيله، لأن غاية ما في الأمر أن ابن جريج عن موسى في روايته له، والعنعنة لا تفيد الاتصال عندهم) وابن جريج معروف بالتدليس في كتب أهل الشأن، فيكون دلس في روايتُه للحسن، وذكر الواسطة في رواية أخرى له، ولو لم يكن ابن جريج ممن يدلس، كما ذكره