صريح، وزد على ذلك ذكره في "ثقات ابن حبان" في رواية صاحب "كشف الأستار".
وقال البدر العيني في "المغاني": كان الحسن بن زياد محبّا للسنّة جدّا، مشهورا بالدين المتين، كثير الفقه والحديث، عفيف النفس، فمن هذه صفاته كيف يرمى (بما ذكروه).
وفي "طبقات علي القاري" عدّ الحسن بن زياد ممن جدّد لهذه الأمة دينها، كما في "مختصر غريب أحاديث الكتب الستة" لابن الأثير. وقال الصَّيمري: أخبرنا عبد الله بن محمد الأسدي قال: أخبرنا أبو بكر الدامغاني الفقيه قال أخبرنا الطحاوي: أن الحسن بن زياد والحسن بن أبي مالك توفيا جميعا سنة أربع ومائتين، رضي الله عنهما وعن جميع أئمة الدين.
ولم أر تعيين مولده فيما اطلعت عليه من الكتب إلى أن برهان الإسلام الزرنوجي (تلميذ صاحب الهداية) ذكر في "تعليم المتعلّم" أنه دام على تحصيل العلم أربعين سنة، واستمرّ على تعليم العلم والإفتاء أربعين سنة أخرى، فمجموع هاتين المدّتين ثمانون سنة، وكان ابتداؤه في التعلّم في سنّ تمكّنه من ذلك نحو ثماني سنوات على أقلّ تقدير، فيكون مولده سنة ١١٦ هـ تقريبا لا تحديدا، والذي حملني على القول بذلك هو ما وقع في "تعليم المتعلم" للزرنوجي المذكور تحت عنوان (فصل في وقت التحصيل): (قيل وقت التعلم من المهد إلى اللحد، دخل الحسن بن زياد في التفقّيه، وهو ابن ثمان، ولم يبت على الفراش أربعين سنة، فأفتى بعد ذلك أربعين سنة، ثم استمرّ على الإفتاء والتعليم أربعين سنة أخرى، وقد وقع في متن بعض شروحه لبعض علماء الأتراك (وهو ابن ثمانين) بدل (وهو ابن ثمان)، حتى جعل عمره يبلغ مائة وستين سنة، وهذا غلط بحت وتحريف صرف من بعض النسّاخ المساخ في نظري، لمخالفة ذلك للمعتاد وللسياق، وفي خطّ الرقعة المعروف عند الأتراك، ربما تلتبس ثمانية