والابتداء"، و"صنعة الشعر والبلاغة"، و"أخبار النحاة البصريين"، و"كتاب جزيرة العرب".
وهجاه أبو الفرج الأصبهاني لمنافسةٍ كانت بينهما، بقوله:
لَسْتَ صَدْرًا ولا قَرَأت علَى صَدْ … رٍ ولا عِلْمُكَ البَكِيُّ بشَافِ
لعَنَ الله كلَّ شِعْرٍ ونَحْوٍ … وعَرُوضٍ يَجِيْءُ مِن سِيرافِ
قال أبو حيان التوحيدي: رأيت أبا سعيد، وقد أقبل على الحسين بن مردويه الفارسي، وهو يشرح له "مدخل كتاب سيبويه"، ويقول له: اصرف همّتك إليه، فإنك لا تدركه إلا بتعب الحواسّ، ولا تتصوّره إلا بالاعتزال عن الناس. فقال: يا سيّدي، أنا مؤثر لذلك، ولكن اختلال الأمور، وقصور الحال، يحول بيني وبين ما أريد، فقال: ألك عيال؟ قال: لا. قال: عليك ديون؟ قال: دريهمات. قال: فأنت ريح القلب، حسن الحال، ناعم البال، اشتغل بالدرس والمذاكرة، والسؤال والمناظرة، واحمد الله تعالى على خفّة الحال.
وأنشده:
إذا لم يكن للمرءِ مالٌ ولم يكنْ … له طُرُقٌ يسْعى بِهنَّ الوَلائدُ
وكان له خُبزٌ ومِلحٌ ففيهما … له بُلغَةٌ حتى تَجِئ الفَوائدُ
وهل هيَ إلا جَوعَةٌ إن سَدَدْتَها … وكلُّ طعامٍ بين جَنْبَيْكَ وَاحِدُ
واستشاره أبو أحمد بن مزدك في تزويج ابنته، وذكر له أنه خطبها جماعة. قال له: اختر منهم من يخشى الله تعالى، فإنه إن أحبّها بالغ في إكرامها، وإن لم يحبّها تحرّج من ظلمها.
وتأخّر بعض أصحابه عن مجلسه في يوم السبت، فسأله عن سبب تأخّره، فاعتذر بشرب دواءٍ، فأنشد:
لَنعمَ اليومُ يومُ السبتِ حَقًا … لِصيدٍ إن أردت بلا امتراءِ
وفي الأحد البِناءُ فإن فيه … تَبدى اللهُ في خَلْقِ السماءِ
وفي الاثنين إن سافَرتَ فيه … يكونُ الأوْبُ فيه بالنَّماءِ