بعد أن أخذ سائر العلوم عن أحمد الرفاعي وغيره، وتفرّغ الوالد لإقراء الفقه والحديث وإرشاد السالكين.
ولما توفي الأستاذ الوبخي سنة ١٣١٤ هـ بـ "الآستانة"، ودفن في جوار مركز أفندي، حلّ محلّه الشيخ شعبان فوزي الريزوي، تلميذ العلامة أحمد شاكر الكبير، ومنه تلقّيتُ "شرح آداب الكلنبوي".
ولما مات البيزوي سنة ١٣١٩ هـ حلّ محلّه ابن عمّتي العالم الورع الشيخ إسماعيل كمال الدين بن على الخاص الدوزجوي، من تلاميذه الوالد، فاشتغل بإقراء العلوم، وتقويم خلق الجمهور، إلى إغلاق المدارس الدينية، ثم توفي يوم الاثنين ٩ صفر سنة ١٣٥٩ هـ، عن نحو الدوزجوي بـ "مصر" ليلة الجمعة ٧ رمضان سنة ١٣٥٣ هـ، عن نحو سبعين سنة أيضا.
والأخير أخذ الحديث عن أحمد الرفاعي، وعن محمد صالح بن مصطفى بن عمر الآمدي، وقد عرضت عليه "ثلاثيات" ابن ماجه، فأجازني بـ "سنن ابن ماجه"، سماعا من أحمد الرفاعى، عن أحمد منّة اللَّه، عن الأمير الكبير، وعن الأمير الصغير، عن الأمير الكيبر، بسنده المعروف، وهو أيضا من تلاميذ والدي في مبدأ أمره.
ومن شيوخ حضرة الوالد: الشيخ دولت، المتوفى سنة ١٢٨٤ هـ، والشيخ موسى الأسترخاني المكّي، المتوفى سنة ١٣٠٢ هـ صاحب عبد اللَّه الأرزنجاني المكّي، تلميذ مولانا خالد البغدادي، اجتمع به سنة ١٢٨٧ هـ في موسم الحجّ، وبقى عنده مدّة.
ومن مشايخه أيضا: المحدّث الضياء الكمشخانوي، وهو عمدته، ومع صلته به قديما كان انتسابه إليه بعد وفاة أخيه في الإرشاد الشيخ أحمد عاطف بن إبراهيم بن شورة الدوزجوي سنة ١٣٠٣ هـ.
وكانت للوالد رحمه اللَّه يد بيضاء في الفقه والحديث، وقد أقرأ أمّهات كتب الفقه مرّات، و"الراموز" مرّات، وكان له شغف عظيم