ولد سنة سبع وسبعين وخمسمائة بـ "لوهور"، ونشأ بـ "غزنة"، ودخل "بغداد" سنة خمس عشرة، وذهب منها بالرسالة الشريفة إلى صاحب "الهند"، فبقي مدّة.
وحجّ، ودخل "اليمن"، ثم عاد إلى "بغداد"، ثم إلى "الهند"، ثم إلى "بغداد".
وسمع من النظام المرغيناني، وكان إليه المنتهى في اللغة، وكان يقول لأصحابه: احفظوا "غريب أبي عُبَيد" فمن حفظه ملك ألف دينار، وإني حفظتها، فملكتها، وأشرتُ على بعض أصحابي بحفظه، فحفظه، وملكها.
حدّث عنه الشريف الدمياطي.
وله من التصانيف:"مجمع البحرين" في اثني عشر سفرًا، و"العباب"، وصل فيه إلى فصل "بكم" ومات، وفيه قيل:
إن الصَّغَاني الذي … حازَ العُلومَ والْحِكَمْ
كان قُصارَى أَمْرِهِ … أنِ انْتَهَى إلى بَكَمْ
و"الشوارد في اللغات"، و"توشيح الدريدية"، و"التراكيب"، و"فعال"، و"فَعْلان"، و"التكملة على الصحاح"، و"كتاب الافتعال"، و"كتاب مفعول"، و"كتاب الأضداد"، و"كتاب العروض"، و"كتاب في أسماء الأسد"، و"كتاب في أسماء الذئب"، و"كتاب الأسماء الفاذة"، و"كتاب مشارق الأنوار" في الحديث، و"شرح البخاري"، مجلّد، و"ذر السحابة في وفيات الصحابة"، و"مختصر الوفيات"، و"كتاب الضعفاء"، و"كتاب الفرائض"، و"كتاب شرح أبيات المفصل"، و"نقعة الصديان"، وله غير ذلك.
وقد كان عالمًا صالحًا.
قال الدمياطي: وكان معه مولد، وقد حكم فيه بموته في وقته، فكان يترقّب ذلك اليوم، فحضر ذلك اليوم وهو معافى، فعمل لأصحابه طعامًا؛