للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شكران ذلك، وفارقناه، وعديت إلى الشطّ، فلقيني شخص أخبرني بموته، فقلت له: الساعة فارقته!! فقال: والساعة وقع الحمام بخبر موته. فجأة. وذلك سنة خمسين وستمائة. رحمه اللَّه تعالى.

ومن شعره:

تَسَرْبَلْتُ سِرْبَالَ القَناعةِ والرِّضَا … صَبيّا وكانا في الكُهُولَةِ دَيْدَنِي

وقد كان يَنْهَاني أبي حُفَّ بِالرِّضَا … وبالْعَفْوِ أنْ أولَى ندًى مِن يَدَيْ دَنِي

قلت: في "الفوائد البهية" ص ٦٣ ذكره السيوطي في "بغية الوعاة"، وقال الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر بن علي العدوي العمري الإمام رضى الدين أبو الفضائل الصغاني بفتح الصاد المهملة، وتخفيف الغين المعجمة، ويقال: الصاغاني الحنفى، حامل لواء اللغة في زمانه. قال الذهبي: ولد بـ "مدينة لاهور" (١)، سنة سبعة وسبعين وخمسمائة، ونشأ بـ "غزنة"، ودخل "بغداد" سنة خمسة عشر وستمائة، وذهب منها بالرياسة الشريفة إلى صاحب "الهند"، فبقي هناك مدّة، وحجّ، ودخل "اليمن"، ثم عاد إلى "بغداد"، ثم إلى "الهند"، ثم إلى "بغداد"، وكان إليه المنتهى في اللغة. وله من التصانيف "مجمع البحرين في اللغة"، و"تكملة الصحاح والعباب"، وصل فيه إلى فصل بكم حتى قيل:

إن الصغاني الذي … حاز العلوم والحكم

كان قصاري أمره … أن انتهى إلى بكم

و"الشوارد" في اللغة والتراكيب وأسماء الغادة وأسماء الأسد وأسماء الذئب، و"مشارق الأنوار" في الحديث، و"شرح البخاري"، و"در السحابة"


(١) صوبة "لاهور": يحدّها من الشرق "دهلى"، ومن الغرب "ملتان"، ومن الشمال "كشمير"، ومن الجنوب "ديبالبور"، طولها ثمانون ومائة ميل، وعرضها ستة وثمانون ميلا، ولها خمسة "سركارات"، وست عشرة وثلاثمائة عمالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>