للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان أحد العُلماء الأذكياء، والكرام الأسخياء، له ثروة وحشمة وتجمّل.

قال محمد بن عبد الله بن نمير: كان أبو سليمان والد حماد مولى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.

قال الحميدي: حدثنا سفيان، قال: رأيتُ حماد بن أبي سليمان جاء إلى أبي طلحة الكحال يستنعته من شيء بعينه، وهو على فرس، فرأيته أشهب اللحية.

وقال ابن إدريس، عن أبي إسحاق الشيباني، عن عبد الملك بن إياس الشيباني: قال: قلت لإبراهيم النخعي: من نسأل بعدك؟ قال: حماد، قال ابن إدريس: فما سمعتُ الشيباني ذكر حمادا إلا أثني عليه.

قال ابن عون: رأيتُ حمادا، وقد دخل على إبراهيم، ومعه أطراف (١)، فجعل يسأل إبراهيم عنها، فقال له إبراهيم: ما هذا؟ ألم أنه عن هذا؟ فقال: إنما هي أطراف.

روى منصور، عن إبراهيم، قال: لا بأس بكتابة الأطراف، وروى شريك عن جامع أبي صخرة، قال: رأيتُ حماد يكتب عند إبراهيم، ويقول: إنا لا نريد بذلك دنيا، وعليه كساء أنبجاني.

قال ابن عيينة: كان معمر يقول: لم أرَ من هؤلاء أفقه من الزهري، وحمَّاد، وقتادة.


(١) جمع طرف: الطائفة من الشيء، أي أنه كتب من الحديث طرفا منه ليستثبته وكان إبراهيم النخعي يكره كتابة العلم وتخليده في الكراريس، والصواب خلافه، كما هو رأي الجمهور، فإن الحديث لا يضبط إلا بالكتابة، ثم بالمقابلة والمدارسة والتعهد والتحفظ والمذاكرة، انظر "المحدث الفاصل" ٣٦٣ - ٣٨٨، و "تقييد العلم" ١٠٩ - ١١٢، و"جامع بيان العلم" ٨٩ - ١٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>