الشهيد عمر بن عبد العزيز البخاري الملقّب بصدر جهان، وكان الحاكم بـ "سمرقند" السلطان عثمان بن إبراهيم بن حسين.
ولا شكّ أن ضعف الخلافة العبّاسية، وعدم الاستقرار السياسي، وكثرة الحروب كان له الأثر الكبير على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والعلمية في ذلك العصر، إلا أنه رغم الاضطراب السياسي وأحداث داخلية وخارجية كانت هناك حركات علمية ونهضة أدبية في "بخارى" و"سمرقند" وما جاورها من البلاد الإسلامية، ازدهرت فيها الحضارة والعلوم والآداب، يتمثّل ذلك في التأليف والتدريس والقضاء والإفتاء وبناء المدارس الإسلامية والمكتبات العلمية في أنحاء العالم الإسلامي، ومن ذلك ما أسّسه الوزير السلجوقي نظام الملك الحسن بن علي الطوسي ٤٨٥ هـ من مدارس نظامية في المدن الإسلامية الكبرى.
أنجب هذا العصر علماء وفقهاء أفذاذا كانوا أئمة في العلوم النقلية والعقلية، ووجد فيه أعلام من الفقهاء، الذين كان لهم دور كبير في توضيح المذهب وتطويره وتهذيبه، لذلك أصبحت أقوالهم محلّ الاعتماد والتعويل في المذهب.
وفي هذه الفترة الزمنية التي عاشها الإمام قاضي خان بمدينة "بخارى"، وجدت بها وما جاورها طائفة من جهابذة العلماء: بعضهم من الطبقة الثالثة: طبقة المجتهدين في المسائل، التي لا رواية فيها عن صاحب المذهب، وأكثرهم من الطبقة الرابعة طبقة أصحاب التخريج، والخامسة: طبقة أصحاب الترجيح، وفيما يلي أذكر أشهر فقهاء الحنفية، الذين عاصرهم قاضي خان في تلك المنطقة:
١ - ركن الإسلام أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل الزاهد المعروف بالصفّار، المتوفى سنة ٥٣٤ هـ شيخ قاضي خان.