للتدريس والإملاء والإفتاء، فانضمّ إلى حلقته كثير من رواد العلم، ولعلّ الإمام قاضي خان كان أجلّ الفقهاء في ذلك العصر وأشهرهم. ومن كان مثله في العلم والفضل لابدّ أن يكثر تلاميذه، ألمع إليه الإمام الذهبي بقوله: وأملى مجالس كثيرة، رأيتها.
كذلك يدلّ عليه ما ساقه القرشي والتميمي والقاري في طبقاتهم من حكاية طريفة، وفيها: أن محمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن الفضل الكماري عندما دخل بلاد "فرغانة" وجد قاضي خان يتكلّم فوق المنبر، وبين يديه العلماء، وهم يكتبون ما يملى عليهم، فتفقّه عليه أجلّة العلماء وكبار الفقهاء، الذي أصبحوا بعد ذلك أئمة في علوم الدين، وفيما يلى أسوق تراجم الفقهاء البارزين من تلاميذه باختصار:
١ - طاهر بن أحمد بن عبد الرشيد بن الحسني، الإمام افتخار الدين البخاري:
تلميذ قاضي خان وابن أخت عمّه، أخذ عن أبيه قوام الدين أحمد عن أبيه عبد الرشيد، وأيضا أخذ عن حماد بن إبراهيم الصفّار، وتفقّه على خاله ظهير الدين الحسن بن علي المرغيناني، كما تفقّه على الإمام قاضي خان.
وله تصانيف مقبولة، منها:"خلاصة الفتاوى"، و"خزانة الواقعات"، و"النصاب"، يقول العلامة اللكنوي: وقد طالعت من تصانيفه "خلاصة الفتاوى"، ذكر فيه أنه لخّصه من "الواقعات"، و"الخزانة"، وهو كتاب معتبر عند العلماء، معتمد عند الفقهاء.
٢ - عبيد اللَّه بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز، ينتهي نسبه إلى عبادة بن الصامت جمال الدين المحبوبي، الإمام المعروف بأبي حنيفة الثاني.