للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان شريف النفس، قويّ الدين، وافر العلم، شيخ أصحاب الرأي في وقته وزاهدهم، وفقيه بني العبّاس وراهبهم، وله الوجاهة الكبيرة عند الخلفاء، وانتهتْ إليه رياسة أصحاب أبي حنيفة بـ "بغداد".

وجاور "مكة" ناظرًا في مصالح الحرم.

وسمع "البخاري" من كريمة بنت أحمد المروزية، بـ "بغداد".

وروى عنه جماعة من الأكابر والحفّاظ، وآخرُ من حدّث عنه أبو الفرج ابن كليب. وقد مدحه أبو إسحاق الغزي بقصيدة، أولها (١):

جُفُونٌ يَصِحُّ السَّقْمُ فيها فتَسْقَمُ … ولحْظٌ يُناجيِه الضَّمِيرُ فَيفْهَمُ

مَعانِي جمالٍ في عِباراتِ خِلْقَةٍ … لها تَرْجمُانٌ صامِتٌ يتَكلَّمُ

تألَّفْنَ في عَيْني غَزالٍ مُشنَّفٍ … بِفَتْواهُ ما في مَذْهبِ الحُبِّ يَحْكُمُ

تَضاعَفَ بالشَّكْوَى أذى الصَّبِّ في الهوى … يُحَرِّضُ فيه الظَّالِمَ المتَظَلِّمُ

مَحَا اللَّه نُوناتِ الحَواجبِ لم تَزَلْ … قِسِيّا لها دُعْجُ النَّوَاظِرِ أسْهُمُ

بِنُورِ الْهُدَى قد صَحَّ مَعْنَى خِطَابِهِ … وكلُّ بَعِيدٍ مِن سَنَا النُّور مُظْلِمُ

دَقيقُ المعاني جَلَّ إيجازُ لَفْظِهِ … عن الْوَصْفِ حتى عنه سَحْبانُ مُفْحَمُ

يجود ويخشي أن يلام كأنه … إذا جاد من خوف الملامة مجرم

وما حرم الدنيا ولكن قدره … من الملك في الدنيا أجل وأعظم

كذا نقلت هذه الترجمة من "تاريخ ابن شاكر الكتبي".

وذكره صاحب "الجواهر"، وذكر شهرته وتقدّمه، وأن اسم أبيه ما ذكرناه (٢).


(١) أورد صاحب العقد الثمين ٤: ٢٠٧، الأبيات ١، ٢، ٥ - ٧، ٩.
(٢) النسخة التي بين أيدينا من الجاره لم يرد فيها اسم أبي المترجم كما ذكر المصنف، وإنما جاءت الترجمة فيها هكذا: "الحسين بن نظام بن الخضر بن محمد بن أبي الحسن على الزينبي أبو طالب المعروف فنور الهدى". =

<<  <  ج: ص:  >  >>