للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروى بسنده (١) عن أبي يوسف، أنه قال حين ولى حفص قضاء "الكوفة" لأصحابه: اكسروا دفترًا لتكتبوا فيه نوادر قضاياه. فمرّت قضاياه وأحكامه كالقدح، فقالوا لأبي يوسف: أما ترى؟ قال: ما أصنع بقيام الليل!! يريد أن اللَّه وفقه بصلاة الليل للحكم.

ويروى أن رجلًا صالحًا رأى في منامه كأن زورقًا غرق بين الجسرين، وفيه عشرون قاضيًا، فما نجا منهم إلا ثلاثة على سوآتهم خرق؛ حفص بن غياث، والقاسم بن معن، وشريك.

وكان حفص (٢) لا يزوّج يتيمة لمن يشرب النبيذ حتى يسكر، ولا لرافضيّ، فسئل عن ذلك، فقال: إن الرافضيّ عنده الثلاث واحدة، ومن يشرب النبيذ حتى يسكر يطلّق، ولا يدري.

قال الخطيب (٣): وكان حفص كثير الحديث، حافظًا له، ثبتًا فيه، وكان أيضًا مقدّمًا عند المشايخ الذين سمع منهم الحديث.

وقال يحيى بن مَعين: جميع ما حدّث به حفص بن غياث بـ "بغداد" و"الكوفة" إنما هو من حفظه، لم يكن يخرج كتابًا، كتبوا عنه أربعة آلاف حديث من حفظه.

ومآثر حفص كثيرة، ومناقبه شهيرة، وفيما ذكرناه منها مَقنع.

مات -رحمه اللَّه تعالى- سنة أربع وتسعين ومائة. وقيل: ستّ وتسعين. وكان مولده سنة سبع عشرة ومائة. نفعنا اللَّه ببركات علومه في الدنيا والآخرة. آمين.


(١) انظر تاريخ بغداد ٨: ١٩٣.
(٢) انظر القصة في تاريخ بغداد ٨: ١٩٣، ١٩٤.
(٣) تاريخ بغداد ٨: ١٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>