للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال بعضهم (١): رأيت أبا مطيع في المنام، وكأني قلت له: ما فعل بك؟ فسكن حتى ألححْت (٢) عليه، فقال: إن اللَّه قد غفر لي وفوق المغفرة. قال: فقلت: ما حال أبي معاذ؟ قال: الملائكة تشتاق إلى رؤيته. قال: فقلت: غفر اللَّه له؟ قال لي: من تشتاق الملائكة لرؤيته لم يغفر اللَّه له (٣).

وكانت وفاته بـ "بلخ"، ليلة السبت، لاثنتي عشرة خلّت من جمادى الأولى، سنة تسع وتسعين ومائة.

وقد نسبه بعض الناس (٤) إلى أنه كان جهميًا، واللَّه تعالى أعلم بحاله.

من تفرّداته، أنه كان يقول بفرضية التسبيحات الثلاث في الركوع والسجود.

قال الإمام اللكنوي في "الفوائد البهية" ص ٦٨: أرّخ وفاته الذهبي في "العبر بأخبار من غبر" سنة تسع وتسعين ومائة، حيث قال فيها: توفي أبو مطيع البلخي الفقيه صاحب أبي حنيفة، وصاحب كتاب "الفقه الأكبر"، ولي قضاء "بلخ". وحدّث عن ابن عون وجماعة. قال أبو داود كان جهميا، تركوا حديثه، وبلغنا أنه من كبار الأمّارين بالمعروف، والناهين عن المنكر، انتهى. وقال في "ميزان الاعتدال": الحكم بن عبد اللَّه أبو مطيع البلخي الفقيه صاحب أبي حنيفة عن ابن عون وهشام بن حسان، وعنه أحمد بن منيع وخلاد بن أسلم وجماعة، تفقّه به أهل تلك الديار، وكان بصيرا بالرأي، علامة كبيرا، ولكنه واه في ضبط الأثر، وكان ابن المبارك يعظّمه،


(١) هو شوذب بن جعفر، كما في تاريخ بغداد ٨: ٢٢٣، ٢٢٤.
(٢) في الأصول "ألحيت"، وهذه طريقة المتأخرين للمتخلّص من الفكّ، والمثبت في تاريخ بغداد.
(٣) تكملة من تاريخ بغداد.
(٤) هو الإمام أحمد بن حنبل. انظر تاريخ بغداد ٨: ٢٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>