للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلما كان يوم الجمعة ذهب أبو مطيع إلى الجامع، وقد قال له سلْم (١) بن سالم: إني معك. وقال له أيضًا أبو معاذ: إني معك. وجاء سلْم إلى الجمعة متقلّدًا بالسيف، ثم لما اجتمع الناس وأذن المؤذّن، ارتقى أبو مطيع إلى المنبر، فحمد اللَّه وأثنى عليه، وصلّى على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأخذ بلحيته فبكى، وقال: يا معشر المسلمين، بلغ من خطر الدنيا أن تجر إلى الكفر، من قال: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} لغير يحيى بن زكريا فهو كافر. فرج أهل المسجد بالبكاء، وقام الحرَسِيان فهربا.

وقال ابن المبارك في حقّه (٢): أبو مطيع له المنة على جميع أهل الدنيا.

وقال محمد بن الفضل البلخي (٣): مات أبو مطيع وأنا بـ "بغداد"، فجاءني المعلّى بن منصور، فعزاني فيه ثم قال: لم يوجد هاهنا منذ عشرين سنة مثله.

وقال مالك بن أنس لرجل (٤): من أين أنت؟ قال: من "بلخ". قال: قاضيكم أبو مطيع قام مقام الأنبياء.


(١) في الأصول هنا وفيما يأتي: "سالم"، والتصويب من تاريخ بغداد، وقد ترجمه القرشي في الجواهر المضية برقم ٦٢١، ولم يزد على أن قال: "من أقر أن أبي مطيع ووأبي معاذ".
(٢) تاريخ بغداد ٨: ٢٢٤.
(٣) جاء في تاربخ بغداد ٨: ٢٢٣: "سمعت ابن فضيل يعني محمدا البلخي"، ثم ساق الخبر، وتكرر بعد هذا ذكر محمد ابن فضيل في أخبار أبي مطيع هذا.
(٤) تاريخ بغداد ٨: ٢٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>