للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعن ابن سماعة (١)، أنه قال: سمعتُ أبا حنيفة يقول: ما صليتُ صلاة مُذ ماتَ حماد إلا استغفرتُ له مع والدي، وإني لأستغفرُ لمن تعلمتُ منه علمًا، أو علمتُه علما.

وعن يونس بن بكير، أنه قال: سمعتُ إسماعيل بن حمَّاد بن أبي سليمان، يقول: غاب أبي غيبة في سفر له، ثم قدم، فقلتُ له: يا أبة، إلى أيّ شئ كنت أشوق؟

قال: وأنا أرى أنه يقول: إلى ابني.

فقال: إلى أبي حنيفة، ولو أمكنني أن لا أرفعَ طرفي عنه فعلتُ.

وعن أبي مطيع البلخي (٢)، أنه قال: قال أبو حنيفة: دخلتُ على أبي جعفر أمير المومنين، فقال: يا أبا حنيفة عن من أخذتَ العلمَ؟ قال: قلتُ عن حمَّاد، عن إبراهيم، عن عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عبَّاس.

قال: فقال أبو جعفر: بخٍ بخٍ، استوثقتَ ما شئتَ يا أبا حنيفة عن الطيبين المباركين، صلوات الله عليهم.

وعن ابن أبي أويس (٣)، قال: سمعتُ الربيع بن يونس، يقول: دخل أبو حنيفة يومًا على المنصور، وعنده عيسى بن موسى، فقال للمنصور: هذا عالم الدنيا اليوم.

فقال له: يا نعمان، عن من أخذتَ العلمَ؟ قال: عن أصحاب عمر عن عمر، وعن أصحاب عليٍّ عن عليّ، وعن أصحاب عبد الله عن عبد الله، وما كان في وقت ابن عبَّاس على وجه الأرض أعلم منه، قال: لقد استوثقتَ لنفسك.


(١) هو إبراهيم كما جاء في تاريخ بعداد ١٣: ٣٣٤.
(٢) تاريخ بغداد ١٣: ٣٣٤.
(٣) تاريخ بغداد ١٣: ٣٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>