كتابه الشهير بـ "ما تمسّ إليه الحاجه من يطالع سنن ابن ماجه"، وأوردتها ههنا هدية للناظرين.
نص رسالة الشيخ حيدر حسن خان حول حجية العمل المتوارث
وقال شيخنا المحقّق المفضال العلامة المحدّث حيدر حسن خان الطُّوْنْكِى رحمه اللَّه، في رسالته التي ألفها لإثبات حُجِّيَّة العَمَلِ المتوارث:
"من المعلوم أن في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم، وكذا في عهد الصحابة رضى اللَّه عنهم، لم يكن دُوِّنَ تعليم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في تدوين ولا تصنيف، سوى كتاب اللَّه سبحانه، وإنما كانوا يعملون بما علمهم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من سنته في دين الإسلام من العقائد والأحكام، ويحفظونها في صدورهم.
ولما فُتح "العراقُ" في عهد عمر بن الخطّاب رضى اللَّه عنه، ودَخَلَ أهلُ تلك البلاد في الإسلام، أرسَل عمرُ رضي اللَّه عنه عبدَ اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه إلى أهل "العراق"، ليُعَلِّمَهم الإسلام، وسُنَّةَ النبي صلى اللَّه عليه وسلم، وكان ابن مسعود رضي اللَّه عنه أعرفَهم بالسنّة وأشبهَهم به -صلى اللَّه عليه وسلّم- هَدْيًا ودَلًّا وسَمْتًا.
فكان رضي اللَّه عنه يُعَلِّمهُم الإسلام والسنة، مما كان يَحفظُ في صدره، ويَعْمَلُ به، وصار تعليمه وعَمَلُه شائعا في أهل "العراق".
وقد كان أهل "العراق" يختلفون في المواسم إلى "المدينة المنوّرة" و"مكة المكرمة"، وكذا أهل "الحجاز" من الصحابة رضي اللَّه عنهم يختلفون إلى "العراق"، ومنهم: عمر رضي اللَّه عنه الذي أرسلَ ابنَ مسعود، رضي اللَّه عنه، فشاهَدُوا أهلَ "العراق" يُصلُّون، ويَصُومون، كما علَّمهم ابنُ مسعود، رضي اللَّه عنه، من سُنة النبي، صلى اللَّه عليه وسلم.
ولم يُرْوَ ولم يُؤْثَرْ عن أحد من الصحابة، لا من عُمَر ولا من غيرِه رضي اللَّه عنهم أجمعين، أنه زاحمَهم في تعليم ابن مسعود رضي اللَّه عنه،