روى الحديث الشريف عن أبيه العلّامة محمد، وعمّه المفتي سعيد عن والدهما العلامة عبد الستار الأتاسي، وعليهما أخذ علومه الشرعيّة، وعن عمّه الشيخ أمين، ثم نزل "دمشق"، فأخذ عن علمائها أمثال: الشيخ سليم بن ياسين العطّار، والشيخ بكري بن حامد العطّار، والشيخ محمد بن سليمان الجوخدار، والشيخ أحمد مسّلم الكزبري، وروى عنهم الحديث بسندهم، كما سمع في "مكّة" من مفتي الشافعيّة العلامة السيّد أحمد زيني الدحلان الكيلاني الحسني.
انتخب عضوًا في مجلس المبعوثين العثماني الأوّل في عام ١٢٩٢ هـ، في عهد مدحت باشا، إلَّا أنّ هذا المجلس لم يعمّر طويلًا، وبعد حل المجلس عاد إلى "حمص"، وتفرغ للتدريس ونشر العلوم الشرعيّة.
وكان له درس في جامع الصحابي خالد بن الوليد، فجاءه الطلبة من الآفاق ينهلون من علمه الغزير، ويقتبسون من معارفه، ومن أبرز تلاميذه: الشيخ العلامة المؤرّخ المحدّث محمد راغب الطبّاخ الحلبي، والإمام أحمد صافي الحسيني، والشيخ عبد الغفار عيون السود، وغيرهم.
وكان له سند في رواية "البخاري" هو أقصر سند على وجه الأرض، وكان يجيز الطلبة بروايته وشرحيه للعلامتين الإمام العيني والإمام القسطلاني.
وصفه تلميذه الشيخ سعيد بن يحيى بلبل في كتابه "الطريقة السعدية" بقوله: العالم الفاضل والمحقّق الكامل، خاتمة المحقّقين، وقدوة العلماء والمفتيين، المفتي بديارنا الحمصية.
وكان خطيبًا مفوّهًا، تناقلت الناس خطبه الجريئة في مجلس المبعوثان التي كان يدافع فيها عن حقوق مواطنيه، وكان إلى جانب ذلك ينظم الشعر الجيّد، ويرتجله في المناسبات، ويفتتح قصائده بمقدّمات غزليّة على طريقة كبار