للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: ومات فيها ابن جريج.

وروي عن عبد الله بن المبارك، أنه قال: قدمتُ "الشام" على الأوزاعي، فرأيتُه بـ "بيروت"، فقال لي: يا خراساني، من هذا المبتدع الذي خرج بـ "الكوفة"، يُكنى أبا حنيفة؟!

فرجعتُ إلى بيتي، فأقبلتُ على كتب أبي حنيفة، فأخرجتُ منها مسائل من جياد المسائل، وبقيتُ في ذلك ثلاثة أيام، فجئتُه يوم الثالث وهو مؤذن مسجدهم وإمامهم، والكتاب في يدي، فقال: لي أيّ شئ هذا الكتاب؟

فتناولتُه، فنظرَ في مسئلة منها وقعت عليها: قال النعمان بن ثابت (١)، فما زال قائمًا بعدما أذن، حتى قرأ صدرًا من الكتاب، ثم وضع الكتاب في كمّه، ثم قام، وصلَّى، ثم أخرج الكتابَ حتى أتى عليها، فقال: يا خراساني! من النعمان بن ثابت هذا؟ قلت: شيخ لقيته بـ "العراق".

فقال: هذا نبيل من المشايخ، اذهبْ فاستكثرْ منه.

قلتُ: هذا أبو حنيفة الذي نهيتَ عنه.

وعن مسعر بن كدام (٢)، أنه قال: ما أحسد أحدًا بـ "الكوفة" إلا رجلين، أبا حنيفة في فقهه، والحسن بن صالح في زهده.

وعن إبراهيم بن الزرقان، أنه قال: كنت يومًا عند مسعر، فمرَّ بنا أبو حنيفة، فسلَّم ووقف عليه، ثم مضى، فقال بعض القوم لمسعر: ما أكثر خصوم أبي حنيفة!! فاستوى مسعر منتصبًا، ثم قال: إليك فما رأيته خاصم أحدًا قط إلا فلج (٣) عليه.


(١) ساقط من تاريخ بغداد.
(٢) تاريخ بغداد ١٣: ٣٣٧.
(٣) فلج عليه: غلبه، وفاز عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>