للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الليل (١)، كثير الصمت، قليل الكلام، حتى ترد مسئلة في حلال أو حرام، وكان (٢) يُحسن (٣) يدلُّ على الحق، هاربًا من مال السلطان (٤)، وكان إذا وردتْ مسئلة فيها حديث صحيح اتبعه، وإن كان عن الصحابة والتابعين، وإلا قاسَ فأحسنَ (٥) القياسَ.

وقال أبو يوسف (٦): ما رأيتُ أحدًا أعلمَ بتفسير الحديث، ومواضع النكَت التي فيه من الفقه من أبي حنيفة.

وقال: ما خالفتُ أبا حنيفة في شيء قط، فتدبرتُه، إلا رأيتُ مَذهبَه الذي ذهب إليه أنجَى في الآخرة، كنتُ ربما ملتُ إلى الحديث، وكان هو أبصر بالحديث الصحيح مني.

وقال: إني لأدعو لأبي حنيفة قبل أبويَّ، ولقد سمعتُ أبا حنيفة يقول: إني لأدعو لحمَّاد مع أبويَّ.

وقال الأعمش يومًا لأبي يوسف (٧): كيف ترك صاحبك أبو حنيفة قول عبد الله: عتق الأمة طلاقها؟ قال: تركه لحديثك الذي حدثتَه عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة: أن بريرةَ حين أعتقتْ خُيرتْ.

قال الأعمش: إن أبا حنيفة لفطن. وأعجبه (٨) ما أخذ به أبو حنيفة.


(١) حسن الليل يعني حسن القيام بالليل.
(٢) في تاريخ بغداد "فكان".
(٣) في تاريخ بغداد بعد هذا زيادة "أن".
(٤) في تاريخ بغداد بعد هذا "آخر حديث مكرم".
(٥) في تاريخ بغداد "وأحسن".
(٦) تاريخ بغداد ١٣: ٣٤٠.
(٧) تاريخ بغداد ١٣: ٣٤٠.
(٨) قبل هذا في تاريخ بغداد زيادة "قال".

<<  <  ج: ص:  >  >>