للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعن أبي بكر بن عيَّاش (١)، قال: ماتَ عمر بن سعيد أخو سفيان، فأتيناه نعزيه، فإذا المجلس غاص بأهله، وفيهم عبد الله بن إدريس، إذا أقبل أبو حنيفة في جماعة معه، فلما رآه سفيان تحرَّك من مجلسه، ثم قام، فاعتنقَه، وأجلسَه في موضعه، وقعد بين يديه.

قال أبو بكر: فاغتظت عليه.

وقال ابن إدريس: ألا ترى وَيحك!

فجلسنا حتى تفرق الناس، فقلتُ لعبد الله بن إدريس: لا تقمْ حتى نعلم ما عنده في هذا.

فقلتُ: يا أبا عبد الله، رأيتُك اليوم فعلتَ شيئًا أنكرتُه، وأنكره أصحابُنا عليك.

قال: ما هو؟

قلتُ: جاء أبو حنيفة، فقمتَ إليه، وأجلستَه في مجلسك، وصنعتَ به صنيعًا بليغا، وهذا عند أصحابنا منكر.

فقال: وما أنكرت من ذلك! هذا رجل من العلم بمكان، فإن لم أقمْ لعلمه قمتُ لسنّه، وإن لم أقمْ لسنّه قمتُ لفقهه، وإن لم أقمْ لفقهه قمتُ لورعه.

فأفحمَني فلم يكنْ عندي جواب.

وعن محمد بن الفضل الزاهد البلخي (٢)، قال: عدتُ أبا مطيع الحكم بن عبد الله، يقول: ما رأيتُ صاحبَ حديث أفقهَ من سفيان الثوري، وكان أبو حنيفة أفقهَ منه.

وعن الحسن بن علي، أنه قال: سمعتُ يزيد بن هارون، وقد سأله إنسان، فقال: يا أبا خالد! من أفقهُ مَنْ رأيتَ؟ قال: أبو حنيفة.


(١) تاريخ بغداد ١٣: ٣٤١.
(٢) تاريخ بغداد ١٣: ٣٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>