بالعبادة والذكر، مربوط القلب باللَّه ورسوله، منقطعا عما سواه، حتى أجاب داعي اللَّه في "المدينة" المنوّرة.
كان الشيخ خليل أحمد له الملكة القوية والمشاركة الجيّدة في الفقه والحديث، واليد الطولى في الجدل والخلاف، والرسوخ التام في علوم الدين، والمعرفة واليقين، وكانتْ له قدم راسخة، وباع طويل في إرشاد الطالبين، والدلالة على معالم الرشد ومنازل السلوك، والتبصّير في غوامض الطريق وغوائل النفوس، صاحب نسبة قوية، وإفاضات قدسية، وجذبة إلهية، نفع اللَّه به خلقا كثيرا، وخرج على يده جمعا من العلماء والمشايخ، ونبغتْ بتربيته جماعة من أهل التربية والإرشاد، وأجري على يدهم الخير الكثير في "الهند" وغيرها في نشر العلوم الدينية، وتصحيح العقائد وتربية النفوس، والدعوة والإصلاح. من أجلّهم: المصلح الكبير الشيخ محمد إلياس بن إسماعيل الكاندهلوي الدهلوي، صاحب الدعوة المشهورة المنتشرة في العالم، والمحدّث الجليل الشيخ محمد زكريا بن يحيى الكاندهلوي السهارنبوري صاحب "أوجز المسالك"، و"لامع الدراري" والمؤلّفات المقبولة الكثيرة، والشيخ عاشق إلهي الميرتهي، وغيرهم.
كان جميلا، وسيما، مربوع القامة، مائلا إلى الطول، أبيض اللون، يغلب فيه الحمرة، نحيف الجسم، ناعم البشرة، أزهر الجبين، دائم البشر، خفيف شعر العارضين، يحبّ النظافة والأناقة، جميل الملبس، نظيف الأثواب في غير تكلّف أو إسراف، وكان رقيق الشعور، ذكيّ الحسّ، صادعا بالحقّ، صريحا في الكلام في غير جفاء، شديد الاتباع للسنّة، نفورا عن البدعة، كثير الإكرام للضيوف، عظيم الرفق بأصحابه، يحبّ الترتيب والنظام في كلّ شيء، والمواظبة على الأوقات، مشتغلا بخاصّة نفسه، وبما ينفع في الدين، متنحيّا عن السياسة، مع الاهتمام بأمور المسلمين، والحميّة والغيرة في الدين.