للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولد في جمادى الآخرة، سنة ثلاث وستمائة.

وتُوفي ليلة السبت، الثامن والعشرين، من جمادى الأولى، سنة ستّ وخمسين وستمائة، في الطاعون العام.

وروى أنه كان يقول: أشتهى أن يرزقني اللَّه الشهادة. فطعن في جنبه الأيسر، فأصبح وهو يشكو ألمًا مثل الطعن بالسيف، ودام على ذلك إلى آخر النهار، فلما أمسى نام، ثم انتبه، وقال: إني رأيت جنبي الأيسر يقول لجنبي الأيمن: أنا قد جاءت نوبتي فصبرت، والليلة نوبتك فاصبر كما صبرت. فأصبح وقد طُعن في جنبه الأيمن.

فلما كان بين الصلاتين، وقد سقطت قواه، نام ثم انتبه وهو يرعد، فقال: إني رأيت النبي صلى اللَّه عليه وسلم، والخضر عليه الصلاة والسلام، قد جاء إلي، وجلسا عندي، ثم انصرفا.

فلما كان آخر النهار قال لولده الأكبر شهاب الدين غازي: يا بُني ما بقى في رجاء، فتهيأ في تجهيزي.

فبكى، وبكى الحاضرون، فقال له: لا تكن إلا رجلًا، ولا تعمل عمل النساء، ولا تغير هيئتك. وأوصاه بأهله وأولاده.

ثم اشتدّ به الضعف، وغاب صوابه، ثم أفاق فقال: باللَّه تقدموا إلى جانبي، فإني أجد وحشة.

ثم قال: أرى صفًا عن يميني، فيهم أبو بكر وسعد، وصورهم جميلة، وعليهم ثياب بيض، وصفا عن شمالي، وصورهم قبيحة، أبدان بلا رؤوس، ورؤوس بلا أبدان، وهؤلاء يطلبونني، (وهؤلاء لا يطلبونني). وأنا أريد أروح إلى أهل اليمين.


= العبر ٥: ٢٢٩، ٣٠٠، فوات الوفيات ١: ٣١٢ - ٣١٤، الفوائد البهية ٧٣، كشف الظنون ١: ٨١٦، المختصر، لأبي الفدا ٣: ١٩٥، ١٩٦، مرآة الجنان ٤: ١٣٩، النجوم الزاهرة ٧: ٣٤، ٦١، وفيات الأعيان ٣: ٤٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>