للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم أغفى إغفاءة، ثم استيقظ، وقال: الحمد للَّه، خلصت، خلصت منهم. ثم مات، رحمه اللَّه تعالى.

ولقد كان واسع النفس، مُحبًا للعُلماء، مُقربًا لهم، مُحسنًا إلى من يقدم عليه منهم، كثير العطاء لهم.

قدم عليه راجح الحلى (١)، شاعر الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين يوسف بن أيوب، ومدحه بقصيدته التي أولها:

أَمنكُمُ خَطَرتْ مِسْكِيَّةُ النَّفَسِ … صَبأ تَلَقَّيْتُ منها بَرْدَ مُنْتَكِسِ

فأعطاه ألف دينار، وقُماشًا وأثاثًا بألف أخرى.

وانقطع إليه الإمام العلامة شمس الدين الخسروشاهي (٢)، ووصل إليه منه أموال جمة.

ولا بأس بإيراد شئٍ يسير من نظمه البديع، فمنه قوله:

عُيُونٌ عن السِّحْرِ المبِينِ تُبِينُ … لها عندَ تَحْريكِ القلوب سُكُونُ

تَصُولُ بِبيضٍ وهْىَ سُودٌ فرِنْدُها … فُتُورُ ذُبُولٍ والجُفُونُ جُفُونُ

إذا أبصرتْ قلبًا خَلِيًا مِن الهوى … تقولُ له كُنْ مُغْرَمًا فيكونُ


(١) شرف الدين راجح بن إسماعيل الحلي، صدر نبيل، مدح الملوك بمصر والشام والجزيرة، وسار شعره، وتوفي سنة سبع وعشرين وستمائة.
شذرات الذهب ٥: ١٢٣، والعبر ٥: ١٠٨، وفوات الوفيات ١: ٢١٨، ٢١٩، والنجوم الزاهرة ٦: ٢٧٥.
(٢) شمس الدين عبد الحميد بن عيسى بن عمويه الخسروشاهي الشافعي، ولد سنة ثمانين وخمسمائة، وكان فقيها، أصوليا، متكلّما، محققا، بارعا في المعقولات، توفي سنة اثنتين وخمسين وستمائة.
طبقات الشافعية الكبرى ٨: ١٦١، ١٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>