للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في رَوْضَةٍ أُتْرُنْجُها ببانِعٌ … يلوحُ في الأغصانِ مُصْفَرَّا

كأنَّهُ قد لاح في دَوْحِها … وَجْهُ سَماءٍ أَطْلَعتْ زَهْرَا

واسْلَمْ ودُمْ في عِيشَةٍ رَغْدَةٍ … تُبلى على جِدَّتِها الدَّهْرا

وقال شهاب الدين التلعفري (١) الشاعر المشهور: اجتمعت ليلة بالملك الناصر داود، على شاطئ البحر بعسقلان، وقد طلع البدرُ وألقى شعاعه على البحر، فقال الملك الناصر مُرتجلًا (٢):

يا ليلةً قَطَّعْتُ عُمْرَ ظَلامِهَا … بِمُدامةٍ صَفْراءَ ذاتِ تأَجُجِ

بالساحِل النَّامي رَوَأئِحُ نَشْرِهِ … عَن رَوْضه المِتَّضَوِع المتِأرّجِ

واليَمُّ زاه قد هَدَا تَيَّارُهُ … مِن بَعْدِ طُولي تَقَلُّقٍ وتَمَوُّجِ

طَوْرًا تُدَغْدِغُهُ الشَّمالُ وتَارةً … يَكْرَى فتُوقِظُهُ بَناتُ الْخَزْرَجِ

والبدرُ قد ألقى سَنَا أنوارِهِ … في لُجِّهِ المِتَجَعِّدِ المتَدَبجِ

فكأنَّه إذ قد صَفْحةَ مُتنِهِ … بِشُعاعِه المتَّوقُدِ المتَّوَهِجِ

نهرٌ تكوَّن من نُضَارٍ يانِعٍ … يَجْري على أرضٍ مِن الفَيْرُوزَجِ (٣)

وقال أيضًا:

يا ركبًا من أعالي الشَّام يَجْذِبُهُ … إلى العِراقَيْنِ إدْلاجٌ وإسْحارُ

حَدَّثْتَني عن رُبُوعِ طالَما قُضِيْتْ … لِلنَّفْسِ فيها لُباناتٌ وأوطارُ


(١) شهاب الدين أبو عبد اللَّه محمد بن يوسف بن مسعرد الشيباني التلعفري، مدح الملوك والكبرى، وسار شعره، نسبته إلى تل أعفر، بين سنجار والموصل، توفي سنة خمس وسبعين وستمائة.
شذرات الذهب ٥: ٣٤٩، والعبر ٥: ٣٠٦، وفوات الوفيات ٢: ٥٤٦ - ٥٥٥، والنجوم الزاهرة ٧: ٢٥٥.
(٢) الأبيات في: فوات الوفيات ١: ٣١٢.
(٣) في فوات الوفيات: نهر تلون.

<<  <  ج: ص:  >  >>