للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لدَىِ رِيَاضٍ سَقَاها المِزْنُ دِيَمَتَهُ … وزَانهَا رَهْرٌ غَضٌ ونَوَّارُ

شَحَّ النَّدَى أن يُسقِّيها مُجاجَتَهُ … فجَادها مُفْعَمُ الشُّوبُوبِ مِدْرَارُ

بَكَتْ عليها الغَوادي وهى ضاحِكةٌ … وراحَتِ الريحُ فيها وهي مِعْطارُ

يا حُسْنَها حين زانتها جواسِقُها … وأيْنعَتْ في أعالي الدَّوحِ أَثْمارُ

فهيَ السماءُ اخضِرارًا في جوانِبها … كواكبٌ زُهرٌ تبدو وأقمارُ

ومنها:

كَرِّرْ على نازح شَطَّ المِزارُ بِهِ … حديثكَ العَذْبَ لا شطَّتْ بك الدارُ

وعَلِّلِ النَّفْسَ عنهم بالحديث بهم … إن الحديثَ عن الأحبابِ أَسمْارُ

وقال، يتضرع إلى اللَّه تعالى، ويشكو أهله وأقاربه:

أيا ربِّ إن الأقرباء تباعدوا … وعُوملت منهم بالقطيعة والهَجْرِ

وقطعتِ الأرحام بيني وبينهم … وجوزِيت عن فِعلِ الصَّنائِعِ بالنَكْرِ

وأَغْلَقَ دُوني بابَه كلُّ صاحِبٍ … فَتَحْتُ له بابي وأَدْخَلْتُه خِدْري

تَخَيَّرْتُهُ منهم لِيَوْم مَسَاءَتِي … وأعددتُه في كلِّ نائبةٍ ذُخْري

فخان عُهُودي إذْ وفيتُ بعَهْدِهِ … وشحَّ بِرَفْدِي إذْ بَذَلْتُ له رِفْدِي

وأنت بِمَرْأَى يا إلهي ومَسْمَعٍ … وعالِمُ مَكْنُونِ السرائرِ والجَهْرِ

أجِرْني من باغَ علىَّ بمالِهِ … ومَعْقِلِه المِحْفُوفِ بالعَسْكَرِ الْمُجْرِ

أمَوْلايَ إنَّ العربَ تَمنُعُ جارَها … وتَدْفَعُ عنه الضَّيْمَ بالبيضِ والسُّمْرِ

وقد جِئْتُكَ اللَّهُمَّ أَرْجُوكَ ناصِرًا … لأنكَ أوْلَى من يُؤمَّلُ لِلنَّصْرِ (١)

فخُذ بِيدي فيما أرِّجى وأتَّقى … على رغمِ أقوامٍ تَوَاطَوا على ضُرِّي

فالطافُكَ الحُسْنَى لَدَيَّ خَفِيَّةٌ … تُبَلِّغُنِي الآمالَ مِن حيثُ لا أَدْري

ومن شعره أيضًا، قوله:

لما تَنَمَّقَ وجهُه المهْيَضُ منْ … خَطِّ السَّوادِ المِسْتَقيمِ بأسْطُرِ


(١) في حاشية بعض النسخ: الأولى: لأنك مولى من يؤمل للنصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>