لدَىِ رِيَاضٍ سَقَاها المِزْنُ دِيَمَتَهُ … وزَانهَا رَهْرٌ غَضٌ ونَوَّارُ
شَحَّ النَّدَى أن يُسقِّيها مُجاجَتَهُ … فجَادها مُفْعَمُ الشُّوبُوبِ مِدْرَارُ
بَكَتْ عليها الغَوادي وهى ضاحِكةٌ … وراحَتِ الريحُ فيها وهي مِعْطارُ
يا حُسْنَها حين زانتها جواسِقُها … وأيْنعَتْ في أعالي الدَّوحِ أَثْمارُ
فهيَ السماءُ اخضِرارًا في جوانِبها … كواكبٌ زُهرٌ تبدو وأقمارُ
ومنها:
كَرِّرْ على نازح شَطَّ المِزارُ بِهِ … حديثكَ العَذْبَ لا شطَّتْ بك الدارُ
وعَلِّلِ النَّفْسَ عنهم بالحديث بهم … إن الحديثَ عن الأحبابِ أَسمْارُ
وقال، يتضرع إلى اللَّه تعالى، ويشكو أهله وأقاربه:
أيا ربِّ إن الأقرباء تباعدوا … وعُوملت منهم بالقطيعة والهَجْرِ
وقطعتِ الأرحام بيني وبينهم … وجوزِيت عن فِعلِ الصَّنائِعِ بالنَكْرِ
وأَغْلَقَ دُوني بابَه كلُّ صاحِبٍ … فَتَحْتُ له بابي وأَدْخَلْتُه خِدْري
تَخَيَّرْتُهُ منهم لِيَوْم مَسَاءَتِي … وأعددتُه في كلِّ نائبةٍ ذُخْري
فخان عُهُودي إذْ وفيتُ بعَهْدِهِ … وشحَّ بِرَفْدِي إذْ بَذَلْتُ له رِفْدِي
وأنت بِمَرْأَى يا إلهي ومَسْمَعٍ … وعالِمُ مَكْنُونِ السرائرِ والجَهْرِ
أجِرْني من باغَ علىَّ بمالِهِ … ومَعْقِلِه المِحْفُوفِ بالعَسْكَرِ الْمُجْرِ
أمَوْلايَ إنَّ العربَ تَمنُعُ جارَها … وتَدْفَعُ عنه الضَّيْمَ بالبيضِ والسُّمْرِ
وقد جِئْتُكَ اللَّهُمَّ أَرْجُوكَ ناصِرًا … لأنكَ أوْلَى من يُؤمَّلُ لِلنَّصْرِ (١)
فخُذ بِيدي فيما أرِّجى وأتَّقى … على رغمِ أقوامٍ تَوَاطَوا على ضُرِّي
فالطافُكَ الحُسْنَى لَدَيَّ خَفِيَّةٌ … تُبَلِّغُنِي الآمالَ مِن حيثُ لا أَدْري
ومن شعره أيضًا، قوله:
لما تَنَمَّقَ وجهُه المهْيَضُ منْ … خَطِّ السَّوادِ المِسْتَقيمِ بأسْطُرِ
(١) في حاشية بعض النسخ: الأولى: لأنك مولى من يؤمل للنصر.