وكان آية باهرة ونعمة ظاهرة في التقوى، واتباع السنّة النبوية، والعمل بالعزيمة، والاستقامة على الشريعة، ورفض البدع، ومحدثات الأمور، ومحارمها بكلّ طريق، والحرص على نشر السنّة، وإعلاء شعائر الإسلام، والصدع بالحق، وبيان الحكم الشرعي، ثم لا يبالي بما يتقاول فيه الناس، لا يقبل تحريفا، ولا يتحمّل منكرا، ولا يعرف المحاباة والمداهنة فى الدين، مع ما طبع اللَّه عليه من التواضع والرفق واللين، دائرا مع الحقّ، حيث ما دار، يرجع عن قوله إذا تبيّن له الصَّواب.
انتهت إليه الإمامة في العلم والعمل، ورياسة تربية المريدين، وتزكية النفوس، والدعاء إلى اللَّه وإحياء السنّة وإماتة البدع.
وقد رزقه اللَّه من التلاميذ والخلفاء ما يندر وجود أمثالهم في هذا العصر في الاستقامة على الدين، واتباع الشريعة الغرّاء، ونضر العلم النافع، وإحياء السنن، وإصلاح المسلمين، ونفع بهم خلائق، لا تحصى بحدّ وعدّ.
كان الشيخ معتدل القامة، متناسب الأعضاء، صدعا في الجسم، عريض الجبهة، أزهر الجبين، أزجّ الحاجبين، أنجل العينين في حياء، مستوي الأنف في شمم، كثّ اللحية، عريض ما بين المنكبين، له صوت عال في رفق ووضوح، دائم البشر، فصيح اللسان، جميل اللحن، وكان غاية في ذكاء الحس، ودقّة الشعور، مقتصدا في حياته، متوسّطا بين الأفراط والتفريط، يحبّ النظافة والأناقة، طارحا للتكلّف، قد أرسل النفس على سجيتها.
ومن كبار خلفائها: الشيخ خليل أحمد السهارنفوري، والشيخ محمود حسن الديوبندي، والشيخ عبد الرحيم الرئ بوري، والشيخ حسين أحمد الفيض آبادي، ومن أشهر تلاميذه الشيخ محمد يحيى الكاندهلوي، والشيخ ماجد علي المانوي، والشيخ حسين علي ألواني، وآخرون.