ألطافه على يدي، ومنّ بتكميله عليّ، لما زارني من مقامه بعد ما اغترب شطرا من أيامه، أتحفني برسالة وجيزة، بل جوهرة عزيزة، تحتوي على نكت مخترعة، هو أبو بجْدَتها، وتنطوي على فقر مفترعة لم يسبق إلى أسوتها، مسوقة لتفسير كلام اللَّه المجيد في آية النور، وكشف القناع عن وجوه تلك المعاني المقصورات من الإعجاز في القصور، ولعمري لقد أتى في هذا الباب بالعجب العجاب، وميّز القشر عن اللباب، ونوّر مصابيح زجاجات القلوب، وروح الأرواح ببديع الأسلوب. انتهى.
وقال محسن بن يحيى الترهتي في "اليانع الجني": وكانت له خبرة تامة بغير هذه العلوم أيضًا من علوم الأوائل، وهذا قلما يتفق مثله لأهل العلم.
قال صاحب "النزهة": وله مؤلّفات جيّدة مرصّفات، رأيت بعضها، فرأيت يكثر في ما له من المتون المهذّبة في نفائس الفنون، من رموز خفية، يعسر الاطلاع عليه، ويجمع مسائل محميرة في كلمات يسيرة، وفي ذلك دلالة واضحة على تعمّقه في العلوم، ودقّة فهمه بين الفهوم، وكتابه "دمغ الباطل" في بعض المسائل الغامضة من علم الحقائق معروف، أثنى عليه أهلها، وله مختصر جامع، بين فيه سربان الحبّ في الأشياء كلّها، وأوضح للناس أطواره يسمّى "أسرار المحبة"، قلمّا اتفق مثله لغيره ممن تكلّم عليها، ولا أعرف مَنْ سبقه إلى ذلك، إلا رجلان من الفلاسفة أبو النصر الفارابي، وأبو علي بن سينا، على ما يفهم من كلام النصير الطوسي في بعض كتبه. انتهى.
وله مصنّفات غير ما ذكرها الشيخ محسن، وهي: رسالة في العروض، ورسالة في مقدّمة العلم، ورسالة في التاريخ، ورسالة في إثبات شقّ القمر، وإبطال البراهين الحبهمية على أصول الحكماء، ورسالة في تحقيق الألوان، ورسالة في آثار القيامة، ورسالة في الحجاب، ورسالة في برهان التمانع، ورسالة في عقد الأنامل، ورسالة في شرح أربعين كافات، ورسالة في المنطق، ورسالة في الأمور العامّة، وحاشية على "مير زاهد سالة".