ومن مصنّفاته "تكميل الصناعة" كتاب عجيب، قلمّا اتفق مثله لغيره، وله غير ذلك من المؤلّفات الجيّدة، وله تخميس على بعض القصائد لوالده.
ومن شعر قوله:
يا أحمد المختار يا زين الورى … يا خاتما للرسل ما أعلاكا
يا كاشف الضراء من مستنجد … يا منجيا في الحشر من والاكا
هل كان غيرك في الأنام من استوى … فوق البراق وجاوز الأفلاكا.
واستمسك الروح الأمين ركابه … في سيره واستخدم الأملاكا.
عرضت لك الدنيا وداعو ملة … نسخت ببعثك طامعين رداكا.
فرددتهم في خيبة عن قصدهم … اللَّه صانك عنهم ووقكا.
واخترت من لبن وخمر فطرة ال … إسلام بالهدى إليه هداكا.
قعدت لك الرسل الكرام ترقبا … فعلوت مغبوطا لهم مسراكا.
وأممتهم في القدس بعد تجاوز … منهم بأمر اللَّه إذ ولاكا.
وبكى الكليم لما رآك علوته … ومنافسوك يحق لهم ذاكا.
وتزينت حور الجنان بشاشة … بك سيدي شوقا إلى لقياكا.
وتبشّش العرش العظيم لاثما … رجليك نال الفضل إذ آواكا.
خلفت روح القدس عند السد … رة القصوى يخاف من الجلال هلاكا.
أدناك ربك في منازل قربه … جلى لك الأكوان ثم حواك.
وأتمّ نعمته عليك فلم تسل … أن تؤثر الإنفاق والإمسكا.
ألقى إليك كنوز أسرار سمت … من حيطة الأفهام إذ ناجكا.
وسألت فينا العفو منه شفاعة … فأجاب ربك قد وهبت هناك.
حتى إذا تم الدنو تسترت … منك الهوية في سنا مولاكا.
فرأيته جهرا بعيني نوره … ما كان إلا اللَّه في مجلاكا.
فكساك نورا من أشعة ذاته … أفناك عنك إذا به ألقاكا.