للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ص ٤٨ من "حسن التقاضي" (يأتي في فصل ذكر مؤلفاته): (فمن يشتبه في شئ مما سطرناه … إلى قوله: ويرثى لمن يطلق لسانه بكلّ عدوان في أقدس مكان غير متصوّن مما يوجب تضاعف السيئات، والله ولي الهداية) اهـ. يشير بذلك إلى أن مؤلف "تنبيه الباحث السري" من سكّان البلد الحرام، والواقع أن مؤلفه أراد أن يعاتب شيخنا على تعصّبه للأحناف، فتعصّب في تنبيهه للمالكية، تعصّبًا شديدًا ظاهرًا في مؤلّفه.

كما أنه لما أراد أن يردّ على "طليعة التنكيل" (١) ردّ بمؤلفه "الترحيب بنقد التأنيب"، فلما ردّ معلّق "الطليعة" على المترجم بكتابه "حول ترحيب الكوثري بنقد تأنيبه" (٢)، وحَشَا كتابه سبًّا وشتمًا ترفع المؤلّف عن الردّ عليه تنزّهًا عن مجاراة المهاترة والسباب. ويلاحظ أن المؤلف لم يكتف بسبّ شيخنا فحسب، ولكنه سبّ المصريين عمومًا الذين يزورون مقام الإمام الحسين عليه السلام بـ "مصر"، والسباب ليس من شأن العلماء، والسفه أولى بالجهلاء، وقد مضى الكوثري، وسيمضي شاتموه، بل سنمضى جميعًا، ويبقى علم الكوثري، وشبّ شانئيه لتقارن الأجيال القادمة بينهما، وحينئذ يتبيّن الغثّ من السمين، ويتّضح التافه من الثمين، {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}.

وقد عاش المترجم طول حياته خصمًا لابن تيمية (٣)، ومذهبه سرد آراء الأستاذ يخرج بالترجمة عن القصد، وهي مبسوطة في كثير من تآليفه وتعاليقه، وعلى الرغم من أن لابن تيمية بعض المشايعين الآن بـ "مصر"، فإنه سيتبين إن


(١) طبع بمطبعة الإمام بمصر سنة ١٣٦٨ هـ في ١١٢ صفحة.
(٢) طبع بمطبعة الإمام بمصر في ٧٢ صفحة.
(٣) هو تقى الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحراني، ثم الدمشقي الحنبلي، المتوفّى بدمشق سنة ٧٢٨ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>