للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروى الخطيب أيضًا (١)، بسنده، عن إسماعيل بن حمَّاد بن أبي حنيفة، قال: كان لنا جار طحَّان رافضي، وكان له بغلان؛ أحدهما أبو بكر، والآخر عمر، فرمحه ذات ليلة أحدهما، فقتله، فأخبرَ أبو حنيفة، فقال: انظروا البغلَ الذي رمحه، هو الذي سماه عمر، فنظروا، فكان كذلك.

وقال ابن المبارك: رأيتُ أبا حنيفة في طريق "مكة"، وقد شوى لهم فصيل سمين، فاشتهوا أن يأكلوه بخل، فلم يجدوا شيئًا يصبّون فيه الخلَّ، فتحيَّروا، فرأيتُ أبا حنيفة قد حفر في الرمل حفرة، وبسط عليها السفرة، وسكب الخلَّ على ذلك الموضع، فأكلوا الشواءَ بالخلّ، فقالوا له: تحسن كل شيء!!.

قال: عليكم بالشكر، هذا شيء ألهمته فضلًا من الله عليكم.

وعن أبي يوسف (٢)، قال: دعا المنصور أبا حنيفة، فقال الربيع حاجب المنصور، وكان يُعادي أبا حنيفة: يا أمير المؤمنين، هذا أبو حنيفة يُخالف جدَّك، كان عبد الله بن عبَّاس يقول: إذا حلف اليمين استثنى ذلك بيوم أو يومين جاز الاستثناء، وقال أبو حنيفة: لا يجوز الاستثناء، إلا متصلًا باليمين.

فقال أبو حنيفة: يا أمير المؤمنين، إن الربيع يزعم أنه ليس لك في رقاب جُندك بيعة.

قال: كيف؟ قال: يحلفون لكم، ثم يرجعون إلى منازلهم، فيستثنون، فتبطل أيمانُهم.

قال: فضحك المنصور، وقال: يا ربيع، لا تعرض لأبي حنيفة.


(١) تاريخ بغداد ١٣: ٣٦٤.
(٢) تاريخ بغداد ١٣: ٣٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>