للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم إن صاحب الترجمة صار مدرّسًا بمدارس متعدّدة؛ منها: إحدى المدارس الثمان، ومدرسة السلطان سليم خان بمدينة "قُسطنطينية".

ثم ولي منها قضاء "حلب"، وأقام بها مدّة، وعُزل منها لا إلى منصب.

ثم صار قاضيًا بمدينة "بروسة"، ثم عزل، وصار بعد ذلك قاضيًا بـ "قسطنطينية".

ثم ولى قضاء العسكر بولاية "أناطولي"، ثم عزل منه، وعُين له من العلوفة كل يوم مائة وخمسون درهمًا عثمانيًا، بطريق التقاعد.

وكان في ولاياته كلّها محمود السيرة، مشكور الطريقة، والرعايا راضون منه، داعون له، غير أنه كان محسودًا على علمه وفضله وتقدّمه، وما عزل من منصبٍ من هذه المناصب إلا بتحريك الأعداء، وتدبير الحسّاد، وسعي من لا يخاف الله تعالى.

وقد اجتمعت بحضرته العلية، في سنة "اثنتين وتسعين وتسعمائة" مرّات عديدة، وأوقفني على بعض تحريراته وكتاباته، فرأيت من ذلك ما يُبهج الناظر، ويسر الخاطر، ويقول لسان حاله كم ترك الأول للآخر؛ فمن ذلك: "حاشية" على سورة الأعراف، و "حاشية" على "الهداية" من كتاب الوكالة إلى آخر "الهداية"، و"حاشية" على "صدر الشريعة" و "حاشية" على "شرح المفتاح" و "حاشية" على "حاشية التجريد"، وله غير ذلك من الرسائل المفيدة.

وله نظم بالعربية والفارسية والتركية.

وبالجملة فهو من مفاخر تلك البلاد، أدام الله النفع بوجوده، آمين.

ثم بعد كتابة هذه الترجمة بمدة مديدة قدمت إلى "الديار الرومية"، فرأيته قد ولى قضاء العسكر بولاية "روميلي" (١)، وقضاة ولايته ومدرسوها


(١) رسمها في بعض النسخ: "روم إيلي".

<<  <  ج: ص:  >  >>