للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وملازموها راضون عنه، شاكرون منه، داعون له، لأنه يعاملهم بالإنصاف، ويُعطى كل ذيْ حقّ حقّه، لا تأخذه في ذلك لومة لائم، ولا يصده عنه رهبة ظالم.

ثم بعد مدّة من الزمان فوّض إليه منصب الفتوى بـ "الديار الرومية"، وسائر الممالك الإسلامية، وصار يكتب الفتاوى على الأسئلة كتابة جيّدة، بعبارات رائعة فصيحة.

وكانت في بدايته في الكتابة نهاية كثير ممن ولى هذا المنصب، لأن أكثرهم ما كانوا يُحصلون الرسوخ في الكتابة، ويسلمون من الخطأ، وسبق القلم، والمؤاخذة في غالب فتاواهم، إلا بعد مدّة طويلة.

وأما صاحب الترجمة، فإن أول كتاباته كأواخرها، سالمة من الطعن فيها، والمؤاخذة عليها، فحصل بولايته للعلماء والأفاضل والطلبة وسائر من ينتمي إلى العلم فرح كثير، وسرور زائد، وظنوا أن الزمان تنبه لهم، وأقبل عليهم، فما مضى إلا مدة يسيرة، وأصابته عين الكمال، وتوفي إلى رحمة الله تعالى فجأة، بدار السلطنة السنية، وهو جالسٌ على الصفة المتصلة بالباب المعروف بـ "باب همايون"، الذي تدخل منه الوزراء، وقضاة العسكر، وأرباب الدولة، لعرض المهمّات على السلطان محمد خان، نصره الله تعالى، وكان المفتي المذكور ينتظر جلوس السلطان محمد خان، للسلام عليه، وتهنئته بالعيد، وهو عيد .... (١).

وخلف، رحمه الله تعالى من الأولاد الكبار، المعدودين في جملة السادات الأخيار، عدة لا تحضرني الآن أسماؤهم، ولكن أعرف منهم قدوة الأفاضل،


(١) بياض بالنسخ.
وكانت وفاته سنة إحدى بعد الألف.

<<  <  ج: ص:  >  >>