للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العريض، ثم لا يصرفه أيّ شيء من ذلك عن تعلق قلبه بالله، تلحظ بوضوح عند مجالسته كأنك أمام رجل موصول القلب بربه، عزّ وجل، وأن الجنة والنار رأي عين.

ذلك العالم الربّاني الذي تعدّدت جوانبه الممتازة، وفاق فيها على كثير من كبار علماء عصره، بل أشهد بالله أنه ما رأت عيناي، وقد شهدتا عددا كبيرا من علماء العالم الإسلامي، ومشايخه، من يماثله في ربانيته المشرقة مع الاطلاع الواسع، والعلم الغزير، والحنكة، والذكاء، واليقظة، والصفاء، وكثرة المؤلّفات وتهافت الناس عليه تهافت الفراش على النور، وسخائه المنقطع النظير، واجتماع المئات من الناس في أيام رمضان على سفرته، لم تر عيناي يعلم الله، من جمع هذه الخصال في مثل هذا التوازن الجميل، والأخلاق النبوية العالية.

لقد عرف هذا المحدّث الفذّ بكتبه الشهيرة، التي تتداولها الأوساط العلمية والدراسية في "الهند" وخارجها كـ "أوجز المسالك إلى شرح موطأ الإمام مالك"، الذي طبع مرارا في "الهند"، وطبع أخيرا في عشرة مجلّدات من "مصر"، وتعليقاته على "بذل المجهود في حل أبي داود"، الذي ساعد في تأليفه شيخه وأستاذه: الشيخ المحدّث خليل أحمد السهارنفوري، والذي طبع في عشرين مجلّدا من "مصر"، وكتاب "لامع الدراري في شرح صحيح البخاري"، الذي هو مجموع دروس الشيخ المحدّث رشيد أحمد الكنكوهي، قيّدها والد الشيخ المترجم له: الشيخ المحدّث محمد يحيى الكاندهلوي، ثم قام شيخ الحديث بالإضافات القيّمة، والتحقيقات المنيرة، فحلّى بها جيد الكتاب، وخرج في عشرة مجلّدات من "بيروت"، كما أن له كتاب: "الأبواب والتراجم للبخاري"، وهو فريد في موضوعه، لم يكتب في هذا الموضوع بحث أبسط وأوفى وأدقّ من هذا البحث الذي كان عصارة دراسات شيخ الحديث لكتاب "صحيح البخاري"، الذي قرأه مرارا، ودرسه عاما بعد عام، وقد

<<  <  ج: ص:  >  >>