للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقرأ عليه المعظم عيسى شيئًا كثيرًا من النحو كـ "كتاب سيبويه"، و"شرحه" (١)، و"الإيضاح".

وله خزانة كتب بالجامع الأموي فيها كلّ نفيس.

وله "حواش" على "ديوان المتنبي"، و"حواش" على "خطب ابن نباتة"، أجاب عنها الموفّق البغدادي.

وحضر التاج الكندي مرّة عند الوزير، وحضر ابن دحية، فأورد ابن دحية (٢) حديث الشفاعة (٣)، فلمّا وصل إلى قول الخليل عليه الصلاة والسلام: "إنما كُنتُ خَليلًا مِن وراءَ وراءَ"، فتح ابن دحية الهمزتين (٤)، فقال الكندي: "وراء وراء" بضمّ الهمزتين، فعسر ذلك على ابن دحية، وصنّف في المسألة كتابًا سماه "الصارم الهندي في الرد على الكندي"، وبلغ ذلك الكندي، فعمل مصنفًا سماه "نتف اللحية من ابن دحية".

قلت: ذكره السيوطي في "بغية الوعاة"، ووصفه بالإمام اللغوي المقرئ المحدّث الحافظ، سمع الحديث من أبي بكر بن عبد الباقي، وخلائق، وخرّج له أبو القاسم بن عساكر مشيخة في أربعة أجزاء، وكان صحيح السماع، ثقة في النقل، تقدّم في مذهب أبي حنيفة، وأفتى، ودرّس، وصنّف. اهـ. جامع المسانيد (٢: ٢٤٨).


(١) أي: لابن درستويه. كما في معجم الأدباء ١١: ١٧٥.
(٢) هو: أبو الخطاب عمر بن الحسن بن على الكلبي البلنسى الحافظ، كان من أعيان العلماء، ومشاهير الفضلاء، توفي سنة ثلاث وثلاثين وستمائة بالقاهرة. وفيات الأعيان ٣: ٤٤٨ - ٤٥٠.
(٣) الحديث بتمامه رواه مسلم، في مسلم، في باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، من كتاب الإيمان. صحيح مسلم ١: ١٨٦، ١٨٧.
(٤) انظر حاشية صحيح مسلم ١: ١٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>