شيخ الإسلام عند استقلال باكستان، فاستفاد منهم حقّ الاستفادة، وكان مرضيا عند مشايخه، ممتازا بين أقرانه، فتخرّج من جامعة ديوبند الإسلامية سنة ١٣٥٨ هـ، ونال الشهادة العالمية.
رجع مع أخيه الشيخ الصوفي عبد الحميد السواتي من "ديوبند" إلى إقليم "بنجاب"، ونزل في مدينة كُجْران واله، وأسّس أخوه الجامعة الإسلامية جامع نصرة العلوم، وهي من أكبر الجامعات الإسلامية الأهلية في "باكستان"، وهي عضو في وفاق المدارس العربية، وبدأ يدّرس بها علوم الكتاب والسنة والفقه الإسلامي إلى آخر حياته أكثر من ٥٠ سنة، فصار مرجعا للعلماء والمدرسين، واتصف بصفات المعلّم الناجح من كمال العلم وفصاحة اللسان والشفقة على التلاميذ والمواظبة على أوقات التدريس، فقد جعل مقرّه في بلدة غكرمندي "القربية من كجرانواله، ويأتي منها على الحافلة يوميا، وكان رحمه الله مواظبا لا يتأخّر في الصيف والشتاء والمطر، فتخرّج على يديه في هذه المدة الآلاف من طلبة العلم من أنحاء "باكستان"، وخارج "باكستان" من "بنغلاديش" و"أفغانستان" و"الهند"، و"بورما"، و"إيران"، وهذه صدقة جارية لفضيلته إلى يوم القيامة إن شاء الله تعالى، مصداقا لقول النبيّ صلي الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عنه عمله إلا عن ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له. "صحيح مسلم": (٢: ٤١).
وهذه الثلاثة حاصلة لفضيلته من الجامعة والتلاميذ والعلماء والأولاد الصالحين، والحمد لله.
لم يكتف فضيلته بالتدريس وإعداد العلماء، بل اهتمّ بأمور المسلمين: الشعب المسلم، فقام بتوعيتهم توعية إسلامية، واختار لذلك المسجد مركزا للدعوة والإرشاد، وذلك مسجد حارته في "غكرمندي"، وجعل نفسه فيه إماما وخطيبا، وبدأ فيه العمل بغاية الصبر والحلم، لأن جوّ البيئة كان غير