للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

موافق له، فالبيئة ساودها الشرك والبدعات والخرافات، فبدأ بالعمل بغاية الحكمة والصبر والتحمّل، فبدأ بإصلاحهم عن طريق درس القرآن الكريم بعد صلاة الصبح، وعن طريق خطبة الوعظ والإرشاد باللغة المحلّية قبل خطبة الجمعة باللغة العربية.

ملحوظ: إن علماء "الهند" و"باكستان"، جزاهم الله خيرا، حافظوا على عربية خطب الجمعة، ولما أن معظم المصلّين لا يعرفون العربية اختار العلماء لهم خطبة الوعظ والإرشاد بلغة محلية، لكى يعرفوا دينهم، ويكونوا على بصيرة من أحكام الشريعة، فيجلس الخطيب أو أيّ عالم على المنبر قبل خطبة الجمعة، ويختار موضوعا مناسبا للظروف، ويرشدهم إلى دينهم، ونجد مثال هذا في عهد الصحابة رضى الله عنهم، فقد كان سيّدنا أبو هريرة رضي الله عنه يقف جنب المنبر قبل مجيئ الخطيب، ويحدّث الناس بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا جاء الخطيب جلس.

هكذا استمرّ فضيلة الشيخ مدّة حياته يرشد بالشعب المسلم، ويقوم بتوعيتهم توعية دينية، حتى غّير الجوّ، فصار أهل هذا البلد متمسكّين بتعاليم الكتاب والسنّة، محبين لفضيلة الشيخ رحمه الله تعالى وظهر هذا الحب في جنازته، حيث حضرها مئات الآلاف المصلون العلماء والشعب، وودّعوه، ولسان حالهم يقول: العين تدمع، والقلب يحزن، وإنا بفراقك يا شيخنا لمحزونون، لا نقول إلا بما يرضى به ربنا تبارك وتعالى.

كيفية درس القرآن الكريم: إن من عادة العلماء الأئمة والخطباء أنهم يعقدون درسا للقرآن الكريم بعد صلاة الفجر في مساجدهم، ويجلس المصلون المتعلمون منهم خاصّة، ويفتحون إمامهم المصاحف فيتلو العالم بضع آيات من القرآن الكريم بالتجويد، ثم يأخذ كلمة كلمة، ويبين معناها باللغة المحلية، ويبين هل هي اسم أو فعل أو حرف، ثم يترجم معنى الآية باللغة المحلية، ثم يفسّرها، ويبدأ بسورة الفاتحة، حتى ينتهى إلى سورة الناس، وهكذا دواليك.

<<  <  ج: ص:  >  >>