شارك حركة تحكيم الشريعة الإسلامية في "باكستان"، وشارك حركات ختم النبوّة التي كانت تطالب حكومة "باكستان" بإصدار قانون باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة، وعند مشاركته مع هذه الحركة سنة ١٣٧٢ هـ وسنة ١٣٩٣ هـ دخل السجن، وبقي فيه شهورا، وقد كتب ثلاثة كتب في رد القاديانية.
كان فضيلة الشيخ رحمه الله تعالى مع غزارة علمه، وعظيم منزلته بين العلماء في غاية التواضع، يرى نفسه كأحد من الناس، فعند ما لقّبه العلماء بلقب إمام أهل السنة، قال: نعم أنا إمام أهل السنّة بمعنى أنا إمام في مسجد أهل السنّة، كان رحمه الله تعالى شفيقا على العلماء، يقابلهم بغاية البشاشة والرحمة، ويسألهم عن أعمالهم، ويرشدهم، ويدعو لهم، وقبل وفاته بأيام كان هناك اجتماع مجلس الشورى لمجلس تحفّظ ختم النبوة في "كنديان شريف" تحت إشرف أمير المجلس فضيلة الشيخ خواجه خان محمد رحمه الله تعالى، وكان سفرنا عن طريق "لاهور"، وأخبرني الزملاء فضيلة الشيخ سعيد أحمد جلالبوري وغيره من الإخوان أننا قرّرنا في سفرنا هذا زيارة إمام أهل السنّة فضيلة الشيخ محمد سرفراز خان صفدر رحمه الله تعالى، ففرحتُ جدا، وحضرنا في بيته، وهو على فراشه في غاية الضعف، ومع ذلك رحّب بنا، وفرح بهذه الزيارة، وبدأ يسئل عن الأحوال، وأمر أحد أولاده بإكرام الضيوف، وطلبنا منه الدعاء، فرفع يديه، ودعا لنا جميعا، ثم صافحناه، وقبّلنا يديه، وودعناه، وهو ينظر، ومن كان يدري أن هذا آخر اللقاء؟ وقبل هذا في جمادى الأولى ١٤٢٤ هـ، الموافق يوليو سنة ٢٠٠٣ م لما حضر رحمه الله، في "كراتشي" في بيت المفتي محمد جميل خان الشهيد كنت أزوره، ويزوره العلماء، ويسألونه عن المسائل العلمية، فيجيب، فتعجَّب أحد الحاضرين من ذاكرته في هذا العمر، ومع هذا المرض والضعف، فقلت له هذا ببركة دعا النبيّ صلى الله عليه وسلم: نضّر الله