فاسْلَمْ بدينك لا تقُل لا بُدَّ لي … منهم لدَفْع كَريهةٍ ومَخوفٍ
وادْفَعْ بربِّك لا تكنْ مستبدلا … ذا ضِنَّةٍ وفَظاظةٍ برَءُوفِ
فهو الذي تجري الأمور بحُكمه … في سائر التدبير والتصريف
فلكم جَلا عنّا حَنادِسَ كُرْبةٍ … قد حلَّها من بعد مَسِّ حُتوفِ
وهو الذي يُرْجَى ليوم مَعادِنا … في رَفْع أهْوالٍ وطولِ وقوفِ
ثم الشفاعةُ من إمام المرسلـ … ـين السيد المخصوص بالتشريف.
وقال الأديب النَّواجِيُّ يمدحه (١):
لقد حُزْتَ يا قاضي القضاةِ مآثرا … بخدمةِ علمٍ في الورى ما لها حدُّ
وكوكبُ علم الشرع أصبح طالعًا … وفي فلَكِ العلياء يخْدمُه سعدُ
ومحاسن السَّعْد كثيرة، وفضائله غزيرة، وتغمَّده الله برحمته.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى: قد ترجمه شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوى في "الضوء اللامع"، فقال: سعد بن محمد بن عبد الله بن سعد ابن أبي بكر القاضي سعد الدين أبو السعادات النابلسي الأصل، الدمشقي، الحنفي، نزيل "القاهرة"، يعرف بابن الديري، نسبته لمكان بجبل "نابلس"، يسمى "الدير"، ولد يوم الثلاثاء سابع عشر رجب سنة ثمان وستين وسبعمائة، وحفظ القرآن، وحفظ كثيرا من الكتب في اثني عشر يوما، وكان سريع الحفظ مفرط الذكاء، انتفع بأبيه، وبالكمال الشريحي، وبحميد الدين، والعلاء بن النقيب، والشمس بن الخطيب الشافعي، وغيرهم، واجتمع بالشمس القونوي، صاحب "درر البحار"، وبحافظ الدين البزازي، صاحب "الفتاوى"، وأكثر من الرواية بالإجازة عن البرهان إبراهيم بن الزين عبد الرحيم بن جماعة، واشتهر بمعرفة الفقه حفظا، وتنزيلا للوقائع، واستحضارا للخلاف، حتى كان والده يقدّمه على نفسه في الفقه وغيره،