وأما مالك، فله إتقان وفقه، لا يدرك شأوه فيه، وله حفظ تام، فرضي الله عنهما.
وقال أبو حاتم الرازي: سفيان فقيه حافظ زاهد إمام، هو أحفظ من شعبة.
وقال أبو زرعة: سفيان أحفظ من شعبة في الإسناد والمتن.
قال عبد المؤمن النسفي: سألت صالح بن محمد جزرة عن سفيان ومالك، فقال: سفيان ليس يتقدمه عندي أحد، وهو أحفظ وأكثر حديثا، ولكن كان مالك ينتقي الرجال، وسفيان أحفظ من شعبة، وأكثر حديثا، يبلغ حديثه ثلاثين ألفا، وشعبة نحو عشرة ألاف.
قال ابن مهدى: كان لسفيان درس من الحديث، يعني يدرس حديثه.
وقال على بن ثابت الجزري: سمعت سفيان يقول: طلبت العلم، فلم يكن لي نية، ثم رزقني الله النية.
وعن يحيى بن يمان، عن سفيان قال: إني لأمرّ بالحائك، فأسدّ أذني مخافة أن أحفظ ما يقول.
قال القطان وعبد الرحمن: ما رأينا أحفظ من سفيان.
وقال ابن المبارك، عن سفيان: استوصوا بأهل السنّة خيرا، فإنهم غرباء.
وقال مؤمل بن إسماعيل: لم يصل سفيان على ابن أبي رواد للإرجاء.
وقال شعيب بن حرب: قال سفيان: لا ينفعد ماكتبت حتى يكون
إخفاء {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} في الصلاة أفضل عندك من الجهر.
وقال وكيع، عن سفيان في الحديث: ما يعد له شئ لمن أراد به الله.
وعنه: ينبغي للرجل أن يكره ولده على العلم، فإنه مسؤول عنه.
وعن يحيى بن المتوكل: قال سفيان: إذا أثنى على الرجل جيرانه أجمعون، فهو رجل سؤ لأنه ربما رآهم يعصون، فلا ينكر، ويلقاهم ببشر.