الحسن بن علي الحلواني: سألت محمد بن عبيد: أكان لسفيان امرأة؟ قال: نعم، رأيت ابنا له، بعثت به أمه إليه، فجاء، فجلس بين يديه، فقال سفيان: ليت أني دعيت لجنازتك.
قلت مُحَمَّد: فما لبث حتى دفنه؟ قال: نعم.
وعن سفيان: من سر بالدنيا، نزع خوف الآخرة من قلبه.
قال الفريابي: زارني ابن المبارك، فقال: أخرج إليّ حديث الثوري، فأخرجته إليه، فجعل يبكى، حتى أخضل لحيته، وقال: رحمه الله، ما أرى أني أرى مثله أبدا.
وقال زائدة: سفيان أفقه أهل الدنيا.
قال زيد بن أبي الزرقاء: كان المعافى يعظ الثوري، يقول: يا أبا عبد الله! ما هذا المزاح؟ ليس هذا من فعل العلماء.
وسفيان يقبل منه.
روى ضمرة، عن سفيان قال: يثغر (١) الغلام لسبع، ويحتلم بعد سبع، ثم ينتهى طوله بعد سبع، ثم يتكامل عقله بعد سبع، ثم هي التجارب.
قال أبو أسامة: مرض سفيان، فذهبت بمائه إلى الطبيب، فقال: هذا بول راهب، هذا رجل قد فتت الحزن كبده، ما له دواء.
قال ضمرة: سمعت مالكا يقول: إنما كانت "العراق" تجيش علينا بالدراهم والثياب، ثم صارت تجيش علينا بسفيان الثوري.
وكان سفيان يقول: مالك ليس له حفظ.
قلت: هذا يقوله سفيان لقوّة حافظته بكثرة حديثه ورحلته إلى الآفاق.
(١) يثغر: أي تسقط أسنانه الرواضع، ضم ينبت مكانها الأسنان الدائمة، يقال: اثغر سنه: إذا سقط ونبت جميعا.